الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عبده المصطفى، وعلى آله وصحبه الشُّرَفا، وبعد
فلا أصل لهذه الحركة التي يعملها بعض الناس بين التسليمتين من الصلاة، فيحني رأسه للأسفل!!
بل الوارد أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، رواه أصحاب السنن، وعن سعد رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ؛ حَتَّى أَرَى بَيَاضَ خَدِّهِ. رواه مسلم.
أما الحركة التي يصنعها أكثر الناس بين التسليمتين، فليس لها أصل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم.
إنما زاد بعض المالكية تسليمة ثالثة، يسلِّم بها على الإمام! وأظنها هي ما يفعله العوام الآن، وقد أنكرها بعض فقهاء المالكية، كابن العربي، حتى قال رحمه الله: "والتسليمة الثالثة احذروها، فإنها بدعة، لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة".
وعليه، فتتمحض السُّنة في تسليمتين: عن اليمين، وعن اليسار، يبالغ بهما المصلِّي، حتى يُرى بياض خده.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 29/6/1446هـ