د.الدالي: فضل قراءة القرآن في المسجد غدوًّا.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإنه من الفضل الكبير الذي يغفل عنه كثير من المسلمين ، فضل قراءة القرآن في المسجد وقت الغدوة، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِى الصُّفَّةِ فَقَالَ: « أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِىَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ ?أي عظيمتين-فِى غَيْرِ إِثْمٍ وَلاَ قَطْعِ رَحِمٍ ».
فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ.
قَالَ: « أَفَلاَ يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمَ أَوْ يَقْرَأَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلاَثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ ».
ففي هذا الحديث، يدعو النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم، إلى الغدو إلى المسجد -والغدوة أول النهار- ليحصِّلوا ذلك الأجر، فمن غدا إلى المسجد فقرأ آية، كانت خيرا له من ناقة، ومن قرأ آيتين كان خيرا له من بعيرين، ومن أعدادها من الإبل.
قال صاحب عون المعبود: "وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ تَرْغِيبَهُمْ فِي الْبَاقِيَات وَتَزْهِيدَهُمْ عَنْ الْفَانِيَات فَذِكْرُهُ هَذَا عَلَى سَبِيل التَّمْثِيل وَالتَّقْرِيب إِلَى فَهْم الْعَلِيل وَإِلَّا فَجَمِيعُ الدُّنْيَا أَحْقَرُ مِنْ أَنْ يُقَابَلَ بِمَعْرِفَةِ آيَةٍ مِنْ كِتَاب اللَّه تَعَالَى أَوْ بِثَوَابِهَا مِنْ الدَّرَجَات الْعُلَى".
فهذا كبير فضل لا ينبغي للمسلم أن يغفل عنه، وهو ميسور جدا، سيما في أيام الشتاء، والتي يطول الليل فيها جدا، فيسهل الجلوس في المسجد بعد الفجر ليحصل هذا الأجر، بقراءة، ولو جزء من القرآن يوميا، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 17/2/1435هـ