المواد / المقالات / التلبية الجماعية من الأخطاء التي يمارسها الحجاج.

التلبية الجماعية من الأخطاء التي يمارسها الحجاج.

تاريخ النشر : 20 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1900
مشاركة هذه المادة ×
"التلبية الجماعية من الأخطاء التي يمارسها الحجاج. "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

د. الدالي: التلبية الجماعية من الأخطاء التي يمارسها الحجاج.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد .

فإن عامة المسلمين في شتى بقاع الأرض اعتادوا أمرا مخالفا للهدي النبوي الكريم، ألا وهو التلبية الجماعية ، التي نشأوا واعتادوا عليها، بأن يلبوا جميعهم في وقت واحد: ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك .. ).

وربما تغنوا به بنغمة معينة مشهورة، وهذا مخالف للسنة، بل حكم عليه جمع كبير من أهل العلم بالبدعية؛ ووجه ذلك أنه ليس على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متعلق بعبادة عظيمة، بل هو الذكر الوارد فيها، وقد نُقل لنا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الحج، والعمرة أيضا، ولم ينقل عنهم مثل هذا العمل، بل المنقول الانفراد في هذا الدعاء، ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : ( حججنا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فمنا المُكبِّر ومنا المُهل ) وهذا يدل على أنهم لا يلبون بشكل جماعي، ولو كانوا يلبون التلبية الجماعية لكانوا كلهم مهلين أو مكبّرين ، لكن بعضهم يكبر ، وبعضهم يهلُّ ، وبعضهم يحمد ، وبعضهم يسبح ".

وهذا النص صريح جدا في هذا الباب، ولو كان الاجتماع على هذا الدعاء من الخير، لكان أولى الناس بفعله الصحابة رضي الله عنهم، سيما ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأيضا لو كان محلا للبحث والسؤال لبادر إليه الصحابة رضي الله عنهم، وسألوه عنه، فلما لم يفعلوا، ولم ينتدب الله أحدا منهم للسؤال عنه، عُلم أنه ليس من دين الله تعالى، والخير كل الخير في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، فمن وافق فعلُه فعلَهم كان من المفلحين، ومن خالف كان إلى الشر والبدعة أقرب منه إلى الدِّين والخير والفلاح، فليلزم المسلم هدي خير البشر صلى الله عليه وسلم ، وهدي أصحابه الكرام رضي الله عنهم، سيما في تلك العبادة ، التي قد لا تتكرر في العمر مرة، وليحرص على أدائها على وفق الهدي النبوي، على نور من كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموفق.

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 6/12/1434هـ


 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف