خزانة الفتاوى / منوع / حكم قول الرجل للآخر: "الله يخليك"

حكم قول الرجل للآخر: "الله يخليك"

تاريخ النشر : 2 ذو القعدة 1444 هـ - الموافق 22 مايو 2023 م | المشاهدات : 220
مشاركة هذه المادة ×
"حكم قول الرجل للآخر: "الله يخليك""

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 فقد شاع أخيرا كراهة قول الرجل لآخر: "الله يخليك"! بدعوى أن التخلية بمعنى الترك، فتكون دعاء على الشخص بترك الله تعالى له، ثم نسبوا هذا القول إلى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
فأما نسبته للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى، فهو إلى الكذب أقرب منه إلى الصواب، ومَن نسبه إليه، فعليه أن يبين المصدر الذي قال فيه الشيخ رحمه الله هذا الكلام.
وأما أن التخلية بمعنى الترك، وأنه دعاء على الشخص، لا له!! 
فإن التخلية في اللغة العربية لها أكثر من معنى، ومنها: الترك والاصطفاء والبراءة من العيب، والتخلية أي: التي تسبق التحلية، وهو على هذه المعاني الأربعة وغيرها، لا ذم فيه، بل حتى على معنى الترك، الذي يزعمه من يمنع ذلك، فليس فيه سوء، إذ من معاني الترك: الإرسال والإبقاء، وليس التخلي عنه ومضادته، إنما يخليه الله تعالى أي: يرسله في الحياة، وهذا غالبُ ما يريده الناس، ولا بأس فيه بحال، فهو دعاء له بطول العمر.
ومن المعاني أيضا: الإبراء، فالله يخليك، أي: يبرئك من العيب والشر والسوء، وليس المعنى قطعا: يتبرَّأ منك، فالله تعالى لا يتبرَّأ من أحد، إنما يبرِّئُه من السوء ونحوه.
ومن معاني التخلية: الاصطفاء، يقول القائل: تخلى خلية، أي: اصطفاها واختارها، وهذا معنى حميد، وهو غايةٌ في الدعاء للشخص، بأن يصطفيه الله تعالى.
ومن معانيه: التخلية التي تسبق التحلية، والدعاء بها طلب من الله تعالى أن يخلِّيَ العبدَ من الآثامِ والذنوبِ ونحوه، حتى يكون صالحا للتحلية بالإيمان والعمل الصالح.
فلا يوجد معنى واحد سيء في هذه الكلمة؛ حتى يحذر منها!
ثم على تقدير أن هذا الدعاء بطول العمر للمدعو له، فلا حرج في ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم خالد رضي الله عنها: (أَبْلِي وأخْلِقِي)، وهو دعاء لها بطول العمر، وأن تُبْلِي من الثياب، حتى يكون خَلِقًا قديمًا، وفي الأدب المفرد للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأنس رضي الله عنه، فقال: " اللهم أكثر ماله وولده، وأطل حياته، واغفر له"، وهو دعاء صريح بطول العمر، فغاية الدعاء بطول العمر الإباحة، وإن كان يحسن أن يقيَّد بطولِ العمر على الطاعة. 
تنبيه: أنا لم أرعَ قصد المتكلم في الكلمة، إنما معانيها اللغوية واضحة جدا، واحتمال معنى خطأ في الكلمة، لا يعني حملها عليه، بقطع النظر تماما عن نية المتكلم، فهذا يفتح بابا عظيما في السوء، كالذي يحلف بغير الله تعالى، ويقول: أقصد كذا، أو يتوسل بولي ونحوه، ويقول: أقصد كذا، فهذا ليس مقصودا لي في كلامي البتة.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 15/7/1444هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف