معنى حديث: ( المرءُ مع مَنْ أحَبَّ )
ما معنى حديث: ( المرءُ مع مَنْ أحبَّ ) ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا، وَلَمْ
يَلْحَقْ بِهِمْ ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (المرْءُ مَع مَنْ أَحَبَّ
)، وفيهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتَ
لَهَا؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلاَةٍ، وَلاَ صَوْمٍ، وَلاَ صَدَقَةٍ
، وَلكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسولَهُ. قَالَ: ( أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ). قال أنس رضي الله عنه : "فما فرح المسلمون
بشيءٍ بعد الإسلام فرحَهم بهذا الحديث، فأنا أحبُّ رسولَ اللهِ وأبا بكر وعمر، وأرجو
أن أحشر معهم، وإن لم أعمل مثل أعمالهم".
ففي الحديث أن العبد يحشر يوم القيامة مع من يحب، سواء كان من أهل الخير
أم من أهل الفساد ، وإن لم يعمل عملهم ؛ لثبوت التقارب بين قلوبهم ، فهذا الميل
القلبي يدل على أنه لو سنحت له الفرصة لعمل بعملهم، خيرا كان أم شرًّا.
فالحديث يحثُّ على محبة الصلحاء والأخيار؛ رجاء اللحاق
بهم والخلاص من النار، فعلى المسلم أن يحمل نفسه على حب رسول الله صلي الله عليه وسلم
حبَّ عملٍ وطاعةٍ واقتداءٍ وتأسٍ، وحبِّ خلفائهِ الراشدين ، وصحابته رضي الله عنهم،
وأئمة الهدي من بعدهم.
وفي المقابل من أحب الكفرة والفساق وأهل الفساد كان
معهم - والعياذ بالله- فيكون في الحديث التحذير من حب أهل الكفر والفسوق، من لاعبين
ومغنين وممثلين، وغيرهم من أهل الفحش والفساد.
فيمثل الحديث قاعدة للمسلم، وأنه يجب أن يكون
حبه للشخص تابعا لطاعته لله تعالى، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ إذ بذلك تكون
النجاة في الدنيا والآخرة.
والله الموفق
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 5/11/1429هـ