خزانة الفتاوى / منوع / بداية الدعوة بالقصص والحكايات والمواعظ والرقائق

بداية الدعوة بالقصص والحكايات والمواعظ والرقائق

تاريخ النشر : 16 جمادى آخر 1447 هـ - الموافق 07 ديسمبر 2025 م | المشاهدات : 3
مشاركة هذه المادة ×
"بداية الدعوة بالقصص والحكايات والمواعظ والرقائق"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على نبيَّه المصطفى، وعلى آله وصحبه المستكملين الشرفَ، وبعد 
  يذكرون في مصر -خاصَّة- أن الشيخ فلانًا بدأ دعوته بالقصص القرآني والنبوي، وقصص الصحابة والتابعين، غير ما أضافه إلى ذلك من الرقائق والمواعظ!!
هذا خير ولا شك.
لكن هل هذا منهج العلماء؟هذا - وإن اشتمل على خير- في حقيقته لا يوصل لشيء، إنما إلى تسطيح عقول الشعوب، وإخمالها، وإضعاف وعيهم!إنما الدعوة الحق ما كانت إلى العلم، من أول الطريق لآخره، 
يُدعى الناس -خواصُّهم وعوامُهم- إلى تعلُّم التوحيد والمعتقد الصحيح، والرد على شبه أهل البدع والضلال، والتصدي لذلك، وما أحوجنا إلى ذلك في مصر، والله المستعان.
يُدعى الناس -خواصُّهم وعوامُهم- إلى تعلم الحلال والحرام، الفقه، ولا يقال: هذا خاص بالدوائر الأكاديمية! بل هذا من تلبيس الشيطان.فمتى تمكَّن الطالبُ والعاميُّ من هذين العلمين كان على الطريق الصحيح، فنفع نفسه، وانتفع به المسلمون نفعا كبيرا.
أما أن تغرق مصر في المواعظ والقصص والحكايات والتزكيات، فهذا من أخطر ما يكون على الدعوة الصحيحة في بلادنا الكريمة، وفيه من المفاسد الآتي: 
- جعل العلم الشرعي الصحيح ثقيلا على نفوس الناس؛ لأنها اعتادت القصص والحكايات، وهذه أمور ميسور سماعها، ولا تحتاج إلى كبير عناء، فيُعرِض عن العلم الشرعي، ويستسهل هذا الطريق، ولا يجدي لا عليه، ولا على المجتمع شيئا، بل يبقى الناس من الميسور جدا أن تخدعهم بـ: "أهمٌ سقكٌ حلعٌ يَصُّو" والإذن بالذكر، والموالد .. إلخ!!!.
- تزييف العلم نفسه، لأن العامي إذا ما سمع هذا القصص، وتلك الحكايات، يظن أن هذا طريق العلم! وخطر هذا على النشء والشباب أكبر بكثير، إذ ينحرف عن طريق العلم إلى هذا الطريق.
- تزييف بعض هؤلاء المشايخ على الناس، وأكثرهم بكل أسف لا علم عنده، فيُوثَق فيه، وفي كلامه، وفي بعضِ ما يُفتِي به الناسَ، فيضل الناس ضلالا كبيرا.
وكلما تأملت خطر هذا الطريق وجدت الكثير من المفاسد، نسأل الله تعالى السلامة والعافية.
فالزم أخي المسلم طريق الدعوة الصحيح، وتعلَّم العلم من مصادره الصحيحة، وعلى أيدي العلماء، لا الوعاظ، ولا القصاصين، وفي الحديث: (إن بني إسرائيل لما قصوا هلكوا) صحيح الإسناد، أي: كان سبب هلاكهم الانشغال بالقصص، وترك العلم المفضي إلى العمل الصالح الصحيح.
فلا تستغرب أن تجد رجلا يلازم الواعظَ والقصاصَ عشرين عامًا، ثم لا يعلم شيئا عن أصول التوحيد، وضوابط البدع، ولا يحسن يتوضأ، ولا يحسن يصلي!!
والله المستعان 
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 24/5/1447هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف