رسالة نقفور إلى الرشيد رحمه الله، وردُّه عليها
«من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ المَلِكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخِّ، وأقامت نفسها مكان البيدق، فحملت إليك من أموالها ما كنتَ حقيقًا بحمل أضعافها إليها، لكنَّ ذلك ضعفُ النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل لك من أموالها، وَافْتَدِ نفسك بما تقع به المصادرة لك، وإلاَّ فالسيف بيننا وبينك».
فلما قرأ «الرشيد» الكتاب استفزَّه الغضب .. فدعا بدواة، وكتب على ظهر الكتاب:
«بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين
إلى نقفور كلب الروم؛
قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة،
والجواب ما تراه دون ما تسمعه، والسلام».
فخرج «هارون» بنفسه في 187هـ ، حتى وصل هرقلة وهي مدينة بالقرب من القسطنطينية، واضطر «نقفور» إلى الصلح والموادعة، وحمل مال الجزية إلى الخليفة الرشيد ذليلا، كما كانت تفعل المَلِكة إيريني من قبل!!
نسأل الله تعالى أن يردَّنا إلى كتابه وإلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، حتى يقضي لنا بالعِزِّ والسؤدد.
والله المستعان
د. محمد بن موسى الدالي
د. محمد بن موسى الدالي