خزانة الفتاوى / الحديث / بيان معنى حديث: ( لا هجرةَ بعد الفتحِ )

بيان معنى حديث: ( لا هجرةَ بعد الفتحِ )

تاريخ النشر : 21 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 3469
مشاركة هذه المادة ×
"بيان معنى حديث: ( لا هجرةَ بعد الفتحِ )"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

بيان معنى حديث: ( لا هجرةَ بعد الفتحِ )

ما معني هذا الحديث: ( لا هجرة بعد الفتح ) ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ ).

وهذا الحديث ليس كما يظن البعض أنه يبطل الهجرة بعد فتح مكة على وجه الإطلاق، باعتبار أن النفي للحقيقة، إنما المراد نفيٌ خاصٌّ، وقد فُسِّر على أحد وجهين:

الأول: أنه نفيٌ للهجرة من مكة على وجه الخصوص، بعد فتحها؛ لأنها أصبحت دار إسلام، فلم يعد تتأتى الهجرة منها، إنما الهجرة تكون من دار الكفر، ويكون تقدير الكلام: "لا هجرة - أي: من مكة - بعد الفتح - أي: فتحها-".

الثاني: أنه على تقدير محذوف، وهو لا فضل لهجرة بعد فتح مكة، كما هو فضلها قبل الفتح، كقوله تعالى: { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا } [الحديد: 10]، ويكون تقدير الكلام: لا فضل لهجرة بعد فتح مكة يعدل فضل الهجرة منها قبل فتحها.

أما مطلق الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام فهي باقية إلى يوم القيامة، قال النووي: " قال العلماء: الهجرة من دار الحرب إلى دار الاسلام باقية إلى يوم القيامة "أهـ، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [النساء: 97].

وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ولكن جهاد ونية ) أي: لكم طريقٌ إلى تحصيل الفضائل التي في معنى الهجرة، وذلك بالجهاد ونية الخير في كل شيء.

وفي الحديث معجزة من معجزات النبوة، بأن تبقى مكة دار إسلام إلى قيام الساعة، ولم تعد دار كفر ثانية، تتأتى الهجرة منها.

والله الموفق

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 5/6/1435هـ

 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف