الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن عددًا كبيرًا من المصلِّين يخطئون في صلاة العشاء في موضعين:
الأول: وَصْلُ الراتبة بالعشاء مباشرة، فبمجرد ما يسلم من صلاة العشاء، يقوم ويصلي الراتبة، وقد ورد النهي عن ذلك، ففي صحيح مسلم أنَّ نَافِعَ بنَ جُبَيْرٍ أَرْسَلَهُ إلى السَّائِبِ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ، يَسْأَلُهُ عن شَيءٍ رَآهُ منه مُعَاوِيَةُ في الصَّلَاةِ، فَقالَ: نَعَمْ، صَلَّيْتُ معهُ الجُمُعَةَ في المَقْصُورَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ الإمَامُ قُمْتُ في مَقَامِي، فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إلَيَّ، فَقالَ: لا تَعُدْ لِما فَعَلْتَ، إذَا صَلَّيْتَ الجُمُعَةَ، فلا تَصِلْهَا بصَلَاةٍ حتَّى تَكَلَّمَ، أَوْ تَخْرُجَ؛ فإنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَنَا بذلكَ؛ أَنْ لا تُوصَلَ صَلَاةٌ بصَلَاةٍ حتَّى نَتَكَلَّمَ، أَوْ نَخْرُجَ.
فالسُّنة الفصل بين الراتبة والفريضة بالذِّكْر دبرَ الصلاة، ثم يصلي الراتبة، وما شاء.
والثاني: ترك راتبة العشاء بالكُلِّيَّة، والاكتفاء بالتراويح، وهذا تقصير في سُنةٍ راتبةٍ، هي أهم من التراويح نفسها، فلا يحسن بالمسلم أن يضيِّع تلك الراتبة، بل يأتي بها، ولو خفيفةً.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 13/9/1446هـ