الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن الأقرب لمن يصلي على الكرسي بين الصف، أن يجعل رِجْلَيَ الكرسي الخلفية مساويةً لأرجُلِ المصلين مطلقا، سواء ابتدأ الصلاة قائما ثم جلس، أم ابتدأ الصلاة جالسا لآخرها، أو كان يقوم ويجلس في كل قيام!
وذلك أنه لو ابتدأ الصلاة قائما، ثم جلس، والكرسي على ما ذكرنا، فإن ظهره يكون مع ظُهور المصلين، ورجلاه فقط متقدمتان عليهم، ولا شك أن كونه يجعل ظهره وبقية بدنه مع الناس أولى بالاعتبار من رِجْليه فقط.
والأمر أحسن حالا فيما لو ابتدأ الصلاة جالسًا، فهو من أول الصلاة إلى آخرها وظهره وأكثر بدنه مساوٍ لظُهور المصلين.
أما من يؤخر الكرسي، فإن ابتدأ الصلاة قائمًا، فهو -نَعَم- من المصلين في صفهم، لكن إن جلس، فإنه يخالفهم في صفهم بظهره وبقية البدن، ويساويهم برجليه فقط، ابتداء من ركبتيه!
ولو ابتدأ الصلاة جالسا إلى آخرها، فالأمر في تلك الحال أشدُّ سوءًا من الأُولى، إذ هو من أول الصلاة إلى آخرها، ورجلاه فقط هما اللتان مع الصف، وظهره وراءهم، على ما في ذلك من مضايقة الصف الذي خلفه بكرسيه.
والخلاصة: أن الأولى اعتبار ظَهْر وغالب بَدَن المصلي الجالس على الكرسي، بأن يكون ظهره في أكثر الصلاة مع ظُهُور المصلين، فيكون معهم بأكثر بدنه، ومذمومٌ أن تكون رجلاه فقط هما اللتان مع صف الصلاة، دون بقية بدنه!!
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 21/8/1446هـ