الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
ليس في الشرع حرف واحد يدل على أنه في حال وقوع خطأ في الصلاة أو نسيان أنها تعاد، ولا بكثرة التشتت فيها، أو فوات قدر من الخشوع، إنما جاء الشرع بسجود السهو عند حصوله، ومهما كثر السهو، ولم يؤمر العبد بالإعادة، وكذا لو حيل بين العبد وبين صلاته وخشوعه فيها بكثرة التفكير ونحوه، فقد أتت الشريعة بالاستعاذة فحسب، ولم يؤمر العبد بالإعادة.
ففي السهو وما شابهه جاء الشرع باستدراكه وجبره، لا غير، فقال صلى الله عليه وسلم: "وإذا شكَّ أحدُكم في صلاته فَلْيَتَحَرَّ الصوابَ فليُتِمَّ عليه، ثم ليسجد سجدتين"، وقال: "إذا شكَّ أحدُكم في صلاته فلم يَدْرِ كم صلَّى أثلاثًا أم أربعًا .. الحديث" كما وقع السهو في صلاته صلى الله عليه وسلم فجبره بسجود السهو، ولم يزد.
وعند عدم الخشوع في الصلاة أمر بالاستعاذة، ولو كثر ذلك، ولم يأمر بالإعادة، ففي صحيح مسلم عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذلك؛ فأذهبه الله عني.
فلم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة.
وكان هذا من عظيم حكمة التشريع، ولك أن تتخيل أنه كلما وقع خطأ وما شابه في الصلاة أعيدت!! فالحمد لله رب العالمين
والله ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في ١٤٤٠/١٠/٢٢هـ