ما الأولى لعقد جماعة أخرى في المسجد لمن جاء متأخرا؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإنه في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة غريبة في المساجد، ألا وهي أنه كلما دخل أناس متأخرون المسجد بعد صلاة الجماعة، فوجدوا شخصا يصلي منفردا، فإنهم يدخلون خلفه في الصلاة، ولا ينشئون جماعة جديدة، والبعض لو وجده في التشهد مثلا انتظر حتى ينظر، أينهي الصلاة، ويسلم، أم يقوم، فيأتمون به!!
وهذا العمل خطأ من أكثر من وجه:
الأول: أنه قد يكون هذا الذي يصلي في آخر صلاته، ولن يدرك معه الداخلُ الركعةَ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الصلاة) ومفهومه أن من أدرك أقل من الركعة، فاتته الصلاة مِن حيثُ وصفُها، وهو الجماعة، وأصبح كالمنفرد في الأجر.
الثاني: أن الصلاة في جماعة من أول تكبيرة الإحرام إلى التسليم أولى من الصلاة مع شخص تدرك معه جزءا من الصلاة فقط، وربما كان هذا الشخص يصلي آخر صلاته، فيتم الأشخاص الداخلون خلفه الصلاة فرادى، وقد يكون جزءٌ كبيرٌ تبقى من صلاتهم!!.
الثالث: أنه لو كان هذا الشخص يصلي آخر صلاته، ثم قام المأمومون به ليتموا الصلاة فرادى، فإنهم يفوِّتون الأجر على من جاء غيرُهم المسجدَ متأخرا، بخلاف ما لو صلوا الجماعة من أولها لآخرها، ثم جاء آخرون، فأدركوهم، فتكون جماعةٌ من المسلمين عظيمة في صلاة واحدة، وهذا أحب إلى الله تعالى.
نعم، لو أنهم دخلوا المسجد، ووجدوا رجلين يصليان جماعة أو أكثر، فهنا يكره في قول عامة أهل العلم إنشاء جماعة أخرى، لوجود تلك الجماعة، مع استثناء ما قد يقع في الجوامع الكبيرة، كالحرمين ونحوه، فهنا يتعين على الداخل أن يصلي مع تلك الجماعة، إلا إن شك أنهم على وشك إنهاء الصلاة، ولن يدركوا الركعة، فالأرجح عندي في تلك الحال أن ينتظر ليصلي جماعة أخرى من أولها، كما في المسألة الأصلية السابقة.
تنبيه: لأجل هذا أنبه على هذه المسألة أيضا، وهي أنه لو دخل المسجد، والجماعة في خواتيم الصلاة، وظهر له ذلك، فهل الأولى أن يدخل معهم، ولو أدرك أقل من الركعة؛ عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: (وما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)، أم ينتظر جماعة أخرى، ويصلي معهم من أول الصلاة، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: (من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الصلاة) وهذا يعني أنه من لم يدرك الركعة لم يدرك الصلاة، كما سبق أعلاه، فأيهما الأرجح؟
والراجح عندي في ذلك، أنه إن غلب على ظنه وجود جماعة أخرى من الناس يأتون، فإنه لا يدخل مع الجماعة التي شارفت على إنهاء الصلاة، حيث لم يدرك معها الركعة، وينشيء مع من دخل المسجد جماعة من جديد، أما لو غلب على ظنه أنه لن يجد أحدا يصلي معه بعد تلك الجماعة، فالصلاة مع تلك الجماعة القائمة أفضل قطعا، هذا ما تدل عليه النصوص مجتمعة.
والله ولي التوفيق
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في ١٤٤٠/١٠/٢١هـ
خزانة الفتاوى / الصلاة / ما الأولى لعقد جماعة أخرى في المسجد لمن جاء متأخرا؟
ما الأولى لعقد جماعة أخرى في المسجد لمن جاء متأخرا؟
ما الأولى لعقد جماعة أخرى في المسجد لمن جاء متأخرا؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإنه في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة غريبة في المساجد، ألا وهي أنه كلما دخل أناس متأخرون المسجد بعد صلاة الجماعة، فوجدوا شخصا يصلي منفردا، فإنهم يدخلون خلفه في الصلاة، ولا ينشئون جماعة جديدة، والبعض لو وجده في التشهد مثلا انتظر حتى ينظر، أينهي الصلاة، ويسلم، أم يقوم، فيأتمون به!!
وهذا العمل خطأ من أكثر من وجه:
الأول: أنه قد يكون هذا الذي يصلي في آخر صلاته، ولن يدرك معه الداخلُ الركعةَ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الصلاة) ومفهومه أن من أدرك أقل من الركعة، فاتته الصلاة مِن حيثُ وصفُها، وهو الجماعة، وأصبح كالمنفرد في الأجر.
الثاني: أن الصلاة في جماعة من أول تكبيرة الإحرام إلى التسليم أولى من الصلاة مع شخص تدرك معه جزءا من الصلاة فقط، وربما كان هذا الشخص يصلي آخر صلاته، فيتم الأشخاص الداخلون خلفه الصلاة فرادى، وقد يكون جزءٌ كبيرٌ تبقى من صلاتهم!!.
الثالث: أنه لو كان هذا الشخص يصلي آخر صلاته، ثم قام المأمومون به ليتموا الصلاة فرادى، فإنهم يفوِّتون الأجر على من جاء غيرُهم المسجدَ متأخرا، بخلاف ما لو صلوا الجماعة من أولها لآخرها، ثم جاء آخرون، فأدركوهم، فتكون جماعةٌ من المسلمين عظيمة في صلاة واحدة، وهذا أحب إلى الله تعالى.
نعم، لو أنهم دخلوا المسجد، ووجدوا رجلين يصليان جماعة أو أكثر، فهنا يكره في قول عامة أهل العلم إنشاء جماعة أخرى، لوجود تلك الجماعة، مع استثناء ما قد يقع في الجوامع الكبيرة، كالحرمين ونحوه، فهنا يتعين على الداخل أن يصلي مع تلك الجماعة، إلا إن شك أنهم على وشك إنهاء الصلاة، ولن يدركوا الركعة، فالأرجح عندي في تلك الحال أن ينتظر ليصلي جماعة أخرى من أولها، كما في المسألة الأصلية السابقة.
تنبيه: لأجل هذا أنبه على هذه المسألة أيضا، وهي أنه لو دخل المسجد، والجماعة في خواتيم الصلاة، وظهر له ذلك، فهل الأولى أن يدخل معهم، ولو أدرك أقل من الركعة؛ عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: (وما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)، أم ينتظر جماعة أخرى، ويصلي معهم من أول الصلاة، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: (من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الصلاة) وهذا يعني أنه من لم يدرك الركعة لم يدرك الصلاة، كما سبق أعلاه، فأيهما الأرجح؟
والراجح عندي في ذلك، أنه إن غلب على ظنه وجود جماعة أخرى من الناس يأتون، فإنه لا يدخل مع الجماعة التي شارفت على إنهاء الصلاة، حيث لم يدرك معها الركعة، وينشيء مع من دخل المسجد جماعة من جديد، أما لو غلب على ظنه أنه لن يجد أحدا يصلي معه بعد تلك الجماعة، فالصلاة مع تلك الجماعة القائمة أفضل قطعا، هذا ما تدل عليه النصوص مجتمعة.
والله ولي التوفيق
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في ١٤٤٠/١٠/٢١هـ
المادة السابقة
المادة التالية