الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عبده المصطفى، وآله وصحبه المستكمِلِين الشَّرفَا، وبعد
فإن لك -أخي المأموم- مع الإمام حالين: الأولى: إن كنت ترى الإمام، فالسنة متابعته بعد انتقاله بدنيًّا، دون النظر إلى تكبيراته أو تسميعه، لكن متى انتقل، وأنت تراه، فالسنة الانتقال مباشرة، وهذا يكون لمن هو في الصف الأول، أو الثاني، أو أطراف الصفوف، ممن يرى الإمام.
ولا بأس لو راقب المأمومُ الإمامَ أثناء صلاته، فهذا شأن الصحابة رضي الله عنهم، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثانية: إن كنت فقط تسمع الإمام، ولا تراه، للبعد أو كونك في طابق آخر، ونحوه، فلك في ذلك حالان:
- أنك لا تعرف الإمام أصلا، وهذه المرة الأولى للصلاة معه، فإن الأولى أن تنتقل بانتهاء الإمام من التكبير أو التسميع.
- أن تكون عالما بالإمام:
فإن علمت أنه لا يكبر إلا بعد انتقاله تماما، فانتقل بمجرد السماع، ولو لم ينتهِ الإمام من التكبير أو التسميع؛ لأنه قطعًا بدنيًّا انتقل.
وإن علمت أن الإمام يكبر أو يسمِّع مع بداية الانتقال، فلا تنتقل حتى ينتهي الإمام من التكبير أو التسميع تماما.
أخيرا، احرص أخي على السنة، ولا تفوتها، فهذا أجر عظيم كثير، يتكرر يوميًّا، فلا تتهاون.
وتذكَّرْ أنك كلما حافظت على سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، كلما ازددت قُربًا منه، ونلتَ شفاعته ومجاورته في الجنة بإذن الله تعالى.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 2/4/1447هـ