خزانة الفتاوى / عقيدة / الاحتفال بالمولد النبوي

الاحتفال بالمولد النبوي

تاريخ النشر : 4 ذو القعدة 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 3761
مشاركة هذه المادة ×
"الاحتفال بالمولد النبوي"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 من الشبه التي يوردها الذين يحتفلون بالمولد النبوي أن هذا من حب النبي صلى الله عليه وسلم، فبم نجيبهم؟
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 الحب ليس كلماتٍ يتلفظ بها الإنسان دون إدراك معناها، والعمل بمقتضاها، إنما هو معانٍ عظيمة، وشعور وجدانيٌّ نبيل، يكمن ويستقر في القلب، ثم يحققه ويصدقه العمل بالجوارح، ومادام هؤلاء محبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعليهم بالاقتداء بهديه وسُنته، فهذا أعظم علامات الحب، أن يقتدي الشخص بمن يحبه، فمن كان محبًّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقا، فليلزم هديه صلى الله عليه وسلم.
ثم يُسأل هؤلاء : أيُّكم أشدُّ حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أنتم أم أصحابه رضي الله عنهم؟ والجواب قطعا الصحابة رضي الله عنهم هم أشد الناس حبا لمحمد صلى الله عليه وسلم، فهم الذين بذلوا أنفسهم وأهليهم وأموالهم في حبِّه صلى الله عليه وسلم، وتركوا الديار والأوطان لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهل بعد ذلك من العدل أن تُجرى مقارنة ومفاضلة بينهم وبين غيرهم في حُبِّه صلى الله عليه وسلم؟!
فإن ثبت أنهم أشد الناس حبًّا له، فأين هم من الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم؟! وهل لما تركوا هذا الاحتفال كانوا بذلك كارهين له صلى الله عليه وسلم؟! حاشا وكلا، بل هم -قطعا- أكثر الناس تحقيقًا لحبه صلى الله عليه وسلم، وأعلم الناس بمرضات الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولو كان هذا الاحتفال من الشريعة، أو مما يرضي اللهَ تعالى، أو كان هذا الاحتفال دليلا على حُبِّه صلى الله عليه وسلم، لبادروا إليه جميعا.
ثم أين القرون المفضلة من هذا الاحتفال، الذي ما أنزل الله به من سلطان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) فهذه القرون تسمى القرون المفضلة، ولم يوجد هذا الاحتفال إلا بعد زوال تلك القرون، فقد ظهر في القرن الرابع الهجري، وكان وليدًا للدولة الفاطمية الرافضية، قاتلهم الله جميعا، الذين هم أشد الناس بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبغضا لأصحابه رضي الله عنهم.
والأمر الأعجب في ذلك، أنك لا تكاد ترى رجلا من قادة تعظيم هذا الاحتفال، وعليه علاماتُ السُّنة أو الأخذ بالهدي النبوي، بل كلهم أبعد ما يكون عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كانوا مُحبِّين له على الحقيقة لاحتفلوا بسُنته كل يوم وليلة، وفي كل شيء، فيعيشون باتباعه صلى الله عليه وسلم، لكنهم يقولون ما لا يفعلون، والحب كل الحب في اتباعه صلى الله عليه وسلم، واتِّباع أصحابه الكرام رضي الله عنهم، فما فعله وفعلوه رضي الله عنهم فعلناه، وما تركه وتركوه تركناه، وساحتنا نزيهة بريئة أمام الله تعالى يوم القيامة من البدعة والإحداث في الدين، فإن الله تعالى مستوقفنا وسائلنا بين يديه: ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) فنجيبه سبحانه باتباعنا لرسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وعدم ابتداعنا بين يديه،
والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في الأول من ربيعٍ الأول لعام ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف
 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف