الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن المرض في الصوم له حالان:
الأولى: أن يعجز العبد عن الصوم عجزا مؤقتا، بمعنى أنه يزول عنه المرض، ولو تأخر، وهذا ما يعبر عنه الفقهاء بقولهم: ( مرض يرجى برؤه ) فهذا لا كفارة عليه، إنما له أن يفطر ، ويصومم إذا قدر ، ولو تأخر، فهو داخل في قوله تعالى: ( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ).
الثانية: أن يكون المرض دائما مستمرا معه، ولا يرجى زواله، فهذا الذي تجب عليه كفارة الصوم، وهو المعني بقوله تعالى: ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) فيطعم عن كل يوم مسكينا، من أوسط ما يطعم، ولا حرج أن يتكرر نفس المسكين، كل يوم، وله أن يجمع ثلاثين مسكينا آخر الشهر ويطعمهم، كما كان يصنع أنس رضي الله عنه، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 26/8/1433هـ