هل يجب تعلم أصول الإيمان على الفور لمن أسلم ، يعني هل يأثم بجهله بالقدر مثلا، وما الواجب على من حوله؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
إذا دخل العبد في الإٍسلام فإن من واجبات الذين حوله أن يعلموه شعائر الإسلام الظاهرة والباطنة، ومعلوم أن العلم بالقدر والإيمان به من أركان الإيمان، ولكن هناك من الأعمال ما هو تطبيقي، كالطهارة والصلاة والصوم، ونحوه، وكذلك من الأمور المحرمة العظيمة ما يجب على من أسلم جديدا أن يتعلمه، كالعلم بتحريم الخمر والزنا والربا والميسر، ونحوه، فهي على كل حال مراتب ، منها ما يغلب وقوع الكافر فيها، فهذا الأولى البدء به، وأما مسألة الإثم فلا يأثم بجهله بالقدر؛ لأن هذا من العلوم الدقيقة في الإسلام، قد يمكث سنوات في الإسلام ولا يعلم عنه، لكن هنا يظهر دور من حوله بتفقيهه بالدين، أركان الإيمان، وأركان الإسلام، الأهم فالأهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أجابوك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات، فإن هم أجابوك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم" وهكذا ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يتدرج في تكاليف الشريعة، فيبدأ مع من أسلم جديدا بالأول فالأول، ولا يأثم -إن شاء الله- بالجهل ببعض شعائر الإيمان أو الإسلام، ما دام يقوم بشعائر الإسلام الظاهرة، بعد الشهادتين، والله الموفق.
د.محمد بن موسى الدالي
في 13/6/1433هـ