تاريخ النشر : 25 شوال 1446 هـ - الموافق م |
المشاهدات : 1816 
يسأل بعض الناس من بلادنا ممن يمارس التجارة, و من الأشياء التي يبيعها ألعاب أطفال.و خاصة في مواسم الأعياد تكون تجارة الألعاب رابحة.
وهناك أعياد عدة, كأعياد النصارى و عيد رأس السنة الجديدة و غير ذلك. فما حكم بيع هذه الألعاب في هذه المواسم, هل يقال بأن في ذلك معاونة على إقامة أعيادهم, أو يقال بأن مثل هذا مثل المسلم الذي له محل لحم و الكفار يشترون منه لإقامة أعيادهم؟
قبل أيام أرسلت لكم سؤالاً و لم يأتني الجواب إلى الآن, و السؤال كان عن قضية دفن المسلمين في بلادنا؛ فإنه لا يوجد مقابر خاصة بالمسلمين. فأين يدفن المسلمون إلى أن يكون لهم مقبرة خاصة, و هل تقسيم المقابر المختلطة الآن بجدار مثلاً حيث يخصَّص جزء خاص للمسلمين يجزئ في المسألة؟ و جزاكم الله خيرا.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
لا شك أن التعاون مع غير المسلمين في أعيادهم من التعاون على الإثم والعدوان، ويظهر هذا فيما إذا كان في بيع أشياء تخص دينهم وشعائرهم، كبيع بطاقات وكروت المعايدة والتهنئة، وشعارات الكفر من الصلبان، وأدوات الزينة للكريسماس ونحوه.
قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله تعالى: " فأمّا بيع المسلم لهم في أعيادهم ما يستعينون به على عيدهم من الطعام واللباس والرّيحان ونحو ذلك، أو إهداء ذلك لهم فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرّم، وهو مبني على أصل، وهو أنّه لا يجوز أن يبيع الكفّار عنبا أو عصيرا يتخذّونه خمرا، وكذلك لا يجوز أن يبيعهم سلاحا يقاتلون به مسلما .
"ثمّ نقل عن عبد الملك بن حبيب من علماء المالكية قوله : " ألا ترى أنّه لا يحلّ للمسلمين أن يبيعوا من النصّارى شيئا من مصلحة عيدهم؟ لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يُعارون دابّة، ولا يعاونون على شيء من عيدهم؛ لأنّ ذلك من تعظيم شركهم، ومن عونهم على كفرهم .." اقتضاء الصراط المستقيم.
أما إن كان البيع لأمور مباحة، غير ما سبق، فالأظهر الجواز،
والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 27/6/1427هـ
