الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قَالَ: (إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلاَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثاً، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ).وعنه في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا استيْقَظَ أحدُكُم مِن منامه فليستنثِر ثلاثًا؛ فإن الشيطان يَبِيتُ على خيشومِهِ) متفق عليه.
ففي هذين الحديثين أدبان من آداب الشريعة الإسلامية:
الأول: غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء لمن استيقظ من النوم، ومن باب أولى قبل الأكل أو الشرب بهما، وقد علل ذلك بعلة توقيفية غيبية، فقال صلى الله عليه وسلم: (فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ) وقيل العلة حسية، والأقرب الأول، فهو من علم الغيب، الذي يقف العقل فيه موقف التسليم، فلا يُنكر.
وعليه، فلا ينبغي أن يأكل أو يشرب حتى يغسل يديه ثلاثا، سواء على القول بالاستحباب، كما هو مذهب الأكثرين، أو الوجوب كما هو صريح النهي الوارد في الحديث.
والأدب الثاني: هو المضمضة والاستنثار ثلاثا، إن استيقظ العبد من النوم، سواء نوم الليل، أو نوم النهار على الأرجح، وسواء أراد الوضوء، أم لا، لعموم العلة، وهي قوله: (فإن الشيطان يَبِيتُ على خيشومِهِ) فإن هذا التعليل يستوي فيه من قام ليتوضأ، أو قام وهو لم يرِد الوضوء.
والأمر في الحديث صريح، لذلك ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب ذلك، وهو الأرجح.
وهذا من الأمور العظيمة التي يقع فيها كثير من المسلمين، حينما يستيقظ من نومه، ثم يبدأ بالأكل أو الشرب أو الجلوس، دون أن يقوم بهذين الأدبين العظيمين.
وكونهما أدبين، لا يتنافى مع كونهما واجبين، كما تقدم أنه الأرجح من أقوال أهل العلم.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 21/10/1441هـ
خزانة الفتاوى / الطهارة / الاستنثار ثلاثا، وغسل اليدين ثلاثا، لمن استيقظ من النوم
الاستنثار ثلاثا، وغسل اليدين ثلاثا، لمن استيقظ من النوم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قَالَ: (إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلاَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثاً، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ).وعنه في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا استيْقَظَ أحدُكُم مِن منامه فليستنثِر ثلاثًا؛ فإن الشيطان يَبِيتُ على خيشومِهِ) متفق عليه.
ففي هذين الحديثين أدبان من آداب الشريعة الإسلامية:
الأول: غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء لمن استيقظ من النوم، ومن باب أولى قبل الأكل أو الشرب بهما، وقد علل ذلك بعلة توقيفية غيبية، فقال صلى الله عليه وسلم: (فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ) وقيل العلة حسية، والأقرب الأول، فهو من علم الغيب، الذي يقف العقل فيه موقف التسليم، فلا يُنكر.
وعليه، فلا ينبغي أن يأكل أو يشرب حتى يغسل يديه ثلاثا، سواء على القول بالاستحباب، كما هو مذهب الأكثرين، أو الوجوب كما هو صريح النهي الوارد في الحديث.
والأدب الثاني: هو المضمضة والاستنثار ثلاثا، إن استيقظ العبد من النوم، سواء نوم الليل، أو نوم النهار على الأرجح، وسواء أراد الوضوء، أم لا، لعموم العلة، وهي قوله: (فإن الشيطان يَبِيتُ على خيشومِهِ) فإن هذا التعليل يستوي فيه من قام ليتوضأ، أو قام وهو لم يرِد الوضوء.
والأمر في الحديث صريح، لذلك ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب ذلك، وهو الأرجح.
وهذا من الأمور العظيمة التي يقع فيها كثير من المسلمين، حينما يستيقظ من نومه، ثم يبدأ بالأكل أو الشرب أو الجلوس، دون أن يقوم بهذين الأدبين العظيمين.
وكونهما أدبين، لا يتنافى مع كونهما واجبين، كما تقدم أنه الأرجح من أقوال أهل العلم.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 21/10/1441هـ