في
الفترة الاخيرة اصبحت اقنط من رحمة الله وأشعر باليأس مع علمي بسعة رحمته مع أني أخاف الله واخشى من عقوبة ماانا فيه علما بأني
قريبة من الله و دائما ادعو ولايستجاب لي
ارجو أفادتي وجزيت خيرا
الحمد
لله رب العالمين
أختي
الكريمة، يجب أن تعلمي أن الله حكيم خبير، يطلع على حقائق الأمور، ويقدر الخير حيث
كان، والذي قد يبدو لكثير من الناس أنه محض شر، لكنه في حقيقة الأمر بالغ في الخير؛
لذا فعلى المؤمن أن يحمل نفسه على الرضا الدائم عن رب العالمين، وألا يعرض نفسه
بمثل هذا لسخطه، ثم إن رأى أن المصائب تتوالى عليه، فليكثر إذن من الاستغفار،
والتوبة والإنابة، والذكر، والعمل الصالح، وصنائع المعروف، لعل الله أن يرفع عنه،
وإذا ساورته نفسه باليأس، فليبادر بالتوبة، والاستغفار، ولينظر إلى جوانب الخير
فيما ابتلي به، فإن الله لم يكن ليخلق شرا محضا، فإنه ما من بلاء إلا وهو يحمل في
طياته من الخير الكثير.
أما
الدعاء، فإن الله تعالى يقول: (ادعوني أستجب لكم) فالإجابة مضمونة قطعا، لكن تحقيق
الدعاء الذي هو من العبد هو مكمن البلاء، فقد يدعو العبد، وقلبه خال من ذكر الله،
أو وهو يمتحن الله، أو هو غافل ساه، أو يكون آكلا للحرام، فالدعاء له أسباب،
وموانع، ثم إن الله تعالى أحيانا يريد من هذا العبد خاصة أن يسمع صوته وإلحاحه، من
أجل أن يرفع درجته فيؤخر إجابته لذلك، لذا واظبي على الدعاء، ولا تنقطعي عنه،
وكوني كما قال ابن القيم مع الدعاء كمن يزرع زرعا، فيتعاهده بالسقي، فالدعاء هو
الزرع، والمواظبة عليه هو السقي، وإياك أن تملي أو تضعي الله في الاختبار.
ثم
إن الدعاء ولو لم يُجَب كله خير، فإن استجاب الله فالحمد لله،وإلا رفع الله به من
البلاء بقدره، وإلا ادخره الله للعبد في الآخرة، والله الموفق.
كتبه:
د.محمد بن موسى الدالي
في
12/5/1433هـ