هل يجوز صيام يوم عاشورا يوم واحد فقط
الحمد لله رب العالمين،
فإن صوم يوم عاشوراء من السنن التي حرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي اللَّه عنها: " أن قريشاً كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه، حتى فرض رمضان، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ( من شاء فليصمه، ومن شاء فليفطره)
وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ) قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.أخرجه مسلم.
وعنه رضي اللَّه عنه أيضاً قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : (صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً).
قال ابن قدامة: "إذا ثبت هذا فإنه يستحب صوم التاسع والعاشر لذلك - يعني عدم التشبه باليهود - نص عليه أحمد، وهو قول إسحاق"اهـ. المغني (4/441).
وقد ذكر ابن القيم أن صيام عاشوراء على ثلاث مراتب:
أكملها: أن يصام قبله يومٌ وبعده يوم.
ويليها: أن يصام التاسع والعاشر.
ويليها: إفراد العاشر وحده بالصوم. زاد المعاد (2/76).
وقد ذهب بعض الحنفية إلى كراهة إفراد يوم عاشوراء بالصوم، وهو ظاهر الرواية عن الإمام أحمد.
قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : " صيام يوم عاشوراء كفارة سنة، ولا يكره إفراده بالصوم" . الفتاوى الكبرى (4/461).
وهذا هو الأظهر أن الأمر بصوم التاسع مع العاشر من باب الاستحباب؛ إذ الأصل في صوم عاشوراء الاستحباب، وترك المستحب لا يلزم منه الكراهة، فيسن صوم يوم عاشوراء، ولا بأس بإفراده، ولا شك أن الأكمل إضافة يوم التاسع إليه، والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 2/4/1430هـ