المواد / فتاوى منوعة / هل حزن المرأة على زوجها لوفاته يحرمها أجر الصابرين؟

هل حزن المرأة على زوجها لوفاته يحرمها أجر الصابرين؟

تاريخ النشر : 10 محرم 1447 هـ - الموافق م | المشاهدات : 606
مشاركة هذه المادة ×
"هل حزن المرأة على زوجها لوفاته يحرمها أجر الصابرين؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

السلام عليكم و رحمته الله تعالى و بركاته

انتظرت كثيرا حتى رزقني الله بزوج صالح  ذي خلق ودين لكن قدر الله ماشاء فعل ،توفي قبل الزفاف ببضعة أيام ( مع العلم أنه تم العقد بكل شروطه الشرعية) كانت الصدمة شديدة ،رددت في قلبي إنا لله و وَإنَّا إليه راجعون ،بكيت قليلا ،وتقربت أكثر إلى الله.لكن شعوري بالحزن الشديد و التألم لفراقه مازال يلازمني .

 س1-  فهل حالتي هذه تحرمني من أنال أجر الصابرين؟

س2- رغبتي في عدم الزواج بعده ليكون أخر زوج لي وأكون زوجته في الجنة إن شاء الله بالرغم من أنه لم يدخل بي ,شئ غير مستحب؟

جزاكم الله ألف خير

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يغفر له، آمين، وبعد.

اعلمي أولا أنه مادام قد عقد القران، فإن الواجب الاعتداد منه، وذلك بالتربص أربعة أشهر وعشرة أيام من وفاته، تتجنبين فيها الزينة والتجمل والتعطر والكحل ونحوه، وإن كان له تركة فإن لك ربعها، ولك المهر كاملا.

ففي الحديث الصحيح: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا فَتُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ سَلُوا هَلْ تَجِدُونَ فِيهَا أَثَرًا قَالُوا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا نَجِدُ فِيهَا يَعْنِي أَثَرًا قَالَ أَقُولُ بِرَأْيِي فَإِنْ كَانَ صَوَابًا فَمِنْ اللَّهِ، لَهَا كَمَهْرِ نِسَائِهَا لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ ، فَقَامَ رَجُلٌ مَنْ أَشْجَعَ فَقَالَ فِي مِثْلِ هَذَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا فِي امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرْوَعُ بِنْتُ وَاشِقٍ تَزَوَّجَتْ رَجُلًا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا فَقَضَى لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ صَدَاقِ نِسَائِهَا وَلَهَا الْمِيرَاثُ وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ فَرَفَعَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه يَدَيْهِ وَكَبَّرَ.

أما الحالة التي أنت فيها فهي حالة طبيعية، والمحرَّم أن يصحبها سخطٌ وعدمُ رضا بقضاء الله، أما مجرد الحزن فهو أمر طبيعي، مع تمام الرضا بقضاء الله وقدره.

ولا يجوز ترك الزواج لتكوني زوجا له في الآخرة، بل له حقه الشرعي من تمام العدة، ثم بعد ذلك تستقبلي حياتك بشكل عادي، ونسأل الله أن يعوض عليك، وأن يخلفك خيرا، والله الموفق.

 كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 1435/8/2ه


 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف