الترديد مع أذان الجوال أو الإذاعة ونحوه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب ...... هل أردد مع الأذان الذي في الموبايلات؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فقد جاء في السنة الصحيحة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا.. الحديث، وجاء في الصحيح أيضا أن من قال مثل قول المؤذن من قلبه دخل الجنة، وعنه رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعطه. صحيح الإسناد.
ففي هذا إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى متابعة المؤذن والترديد خلفه، وأنه يترتب عليه عظيم الأجر، مع أنه من مواضع إجابة الدعاء، غير أن هذا إنما يشرع خلف مؤذن حقيقي، وليس حكاية صوت، كما هو في الجوالات أو في الراديو من المسجلات القديمة، فمثل هذا لو ردد خلفه لا يقال: ردد خلف المؤذِّن؛ لذلك فعلى المسلم أن يردد خلف مؤذن حقيقي ما أمكن، فإن تعذر فإنه يبحث عن إذاعة من الإذاعات التي تعلن الأذان على الهواء، كإذاعة الحرم ونحوه، فإن تعذر فأرجو ألا بأس لو ردد خلف أذان الجوال ونحوه.
وعلى المسلم أن يحرص على هذه السنة قدر استطاعته، فهي تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، مع يسرها وخفتها، ففي ذلك فضل عظيم يسير، لا يحسن بالمسلم تضييعه، ويردد سواء كان على طهارة أم غيره، رجلا كان أم امرأة، لعموم النصوص في ذلك، ويردد ولو تكرر الأذان من هنا وهناك، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم دبر الأذان مباشرة، ثم يدعو الله بما يشاء من أمر الدين أو أمر الدنيا، فإن صلى الفريضة المُنادَى إليها أوقف الترديد.
والله ولي التوفيق
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 10/3/1440هـ