هل يجب علي أن أقطع نافلتي إذا نادتني أمي فقط ؟ أم حتى إذا ناداني أبي؟
الحمد لله رب العالمين.
الأكمل بالمسلم إذا دخل في العبادة أن يكملها، فقد قال تعالى: ( ولا تبطلوا أعمالكم) لكن الأمر في النفل أخف، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام وإن شاء أفطر).
وعند مسلم عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ فَقُلْنَا لَا قَالَ فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقَالَ أَرِينِيهِ فَلَقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فَأَكَلَ.
وعَنْ أُمِّ هَانِئٍ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَجَلَسَتْ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمُّ هَانِئٍ عَنْ يَمِينِهِ قَالَتْ فَجَاءَتْ الْوَلِيدَةُ بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ فَنَاوَلَتْهُ فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ أُمَّ هَانِئٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَفْطَرْتُ وَكُنْتُ صَائِمَةً فَقَالَ لَهَا: أَكُنْتِ تَقْضِينَ شَيْئًا؟ قَالَتْ: لَا. قَالَ: فَلَا يَضُرُّكِ إِنْ كَانَ تَطَوُّعًا.
فإذا قطع النافلة لغرض صحيح، كإجابة أم أو أب، أو إعانة أو إغاثة مريض ونحوه فالأظهر جواز ذلك، والله الموفق.
كتبه : د.محمد بن موسى الدالي
في 3/11/1430هـ