تاريخ النشر : 1 شوال 1446 هـ - الموافق م |
المشاهدات : 1821 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماحكم حقن الوجه بالباتكس لأزالة التجاعيد علما بأن المرأه هذه تبلغ من العمر 45 سنه والذي يراها يعتقد أنها 50 سنه عمرها
وجزاكم الله خير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
إجراء عمليات التجميل لا يخلو من حالين:
الأولى: أن يكون تحسينا محضا، وهذا محرم إذا تضمن تغييرا لخلق الله، فإن الله تعالى يقول في محكم التنزيل حاكيا مقالة الشيطان: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً }النساء119، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وشدد فيه جدا،
فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "لعن رسول الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله". رواه البخاري ومسلم .
الثانية: أن تكون عملية التجميل من باب إزالة العيب الذي يخرج بالخلقة عن المعهود، وهذا جائز، وقد قام في أدلة الشرع ما يدل على جوازه، من ذلك: عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشمة إلا من داء. أخرجه النسائي بإسناد صحيح، وكذلك حديث عرفجة بن أسعد رضي الله عنه قطع أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب.أخرجه أبو داود بإسناد حسن.
والضابط في ذلك أن ما كانت الخلقة فيه معهودة، فإن إجراء العملية له تكون من باب التغيير المحرم، أما إن كان في الخلقة خروج عن المعهود، جاز إجراء مثل هذه العملية.
والذي يظهر أن عمليتك من القسم الأول، وذلك أن ظهور التجاعيد في الوجه في ذلك السنِّ أمر طبيعي، فنرى أن هذا من الأمور المحرمة، ومن التغيير المحرم، وهو من عمل الشيطان، ومستوجب للعنة الله، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 3/7/1432هـ
