هل صلاة الرجل المسلم البالغ
العاقل بالمسجد فرض؟
الحمد
لله رب العالمين
صلاة
الجماعة بالمسجد من المسائل التي وقع فيها خلاف، والقول الأرجح هو وجوب الجماعة
على الرجل المسلم البالغ العاقل في المسجد، نجد هذا ظاهرا جليا من نصوص الكتاب
والسنة،ولعل من أقوى الأدلة على ذلك هو حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ
فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ
فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ فَرَخَّصَ لَهُ فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ هَلْ
تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَجِبْ.
فإذا
لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم للأعمى، فغيره من باب أولى.
وغاية
ما استدل به من قال إنه يستحب، هو قوله صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الجماعة أفضل
من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) فقالوا إذن فصلاة الفرض في البيت تصح، وفيها أجر،
ونحن نقول هذا صحيح، لكن يأثم، للحديث السابق، ولأدلة أخرى كثيرة، فنحن لا نعارض
في صحة صلاة الشخص في بيته، لكن الكلام في الإثم، وقد قام من الأدلة ما يدل على
أنه يأثم، والله الموفق.
كتبه:
د.محمد بن موسى الدالي
في
7/3/1429هـ