الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن التهنئة برجب لا أصل لها، لا هي ولا شعبان، بل كل ما ورد من فضلِ عملٍ في شهر رجب ضعيفٌ أو مكذوبٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا في صلاة ولا في صوم، ولا في عمرة، ولا في ذبح، ولا غيره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "عامة الأحاديث المأثورات في فضل رجب كلها كذب" ا.هـ، وغاية ما ورد في التهنئة بقدوم شهر، إنما هو في رمضان، بإسناد حسن عند الإمام أحمد والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه رمضان، قال: ( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ).
فاعتُبر هذا الحديثُ أصلاً في التهنئة بقدوم رمضان، وقد ذكر ذلك جمعٌ من العلماء.
أما استصحاب ذلك في كل شهر، وكل سنة، وكل جمعة، فهذا توسُّعٌ بغير دليل، وفتحٌ لباب البدع، على أن رجب كغيره من الأشهر، لا فضل فيه، وكما تقدم، فإن كل ما ورد فيه ضعيف وموضوع.
وأما شعبان، ففيه فضل الصوم والإكثار منه، فهو أحسن حالا من شهر رجب، لكن مع ذلك لا يُهنَّأ بقدومه.
وأما رمضان، ففيه الحديث السابق، وفيه شحذ الهمة، والحث على الاستعداد له، والمباركة بقدومه؛ لكونه أعظمَ شهورِ العام، وفيه العشر الأواخر، وليلة القدر، وفيه تشرع عبادة الاعتكاف على أكمل وجوهها، ثم يتبعه العيد؛ شكرا لنعمة الله تعالى على عظيم فضله، بإتمام الشهر، ثم الست من شوال، فشتان بين رمضان، وغيره من شهور السنة.
والله ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 1441/6/27هـ
خزانة الفتاوى / منوع / التهنئة بشهر رجب لا أصل لها
التهنئة بشهر رجب لا أصل لها
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن التهنئة برجب لا أصل لها، لا هي ولا شعبان، بل كل ما ورد من فضلِ عملٍ في شهر رجب ضعيفٌ أو مكذوبٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا في صلاة ولا في صوم، ولا في عمرة، ولا في ذبح، ولا غيره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "عامة الأحاديث المأثورات في فضل رجب كلها كذب" ا.هـ، وغاية ما ورد في التهنئة بقدوم شهر، إنما هو في رمضان، بإسناد حسن عند الإمام أحمد والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه رمضان، قال: ( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ).
فاعتُبر هذا الحديثُ أصلاً في التهنئة بقدوم رمضان، وقد ذكر ذلك جمعٌ من العلماء.
أما استصحاب ذلك في كل شهر، وكل سنة، وكل جمعة، فهذا توسُّعٌ بغير دليل، وفتحٌ لباب البدع، على أن رجب كغيره من الأشهر، لا فضل فيه، وكما تقدم، فإن كل ما ورد فيه ضعيف وموضوع.
وأما شعبان، ففيه فضل الصوم والإكثار منه، فهو أحسن حالا من شهر رجب، لكن مع ذلك لا يُهنَّأ بقدومه.
وأما رمضان، ففيه الحديث السابق، وفيه شحذ الهمة، والحث على الاستعداد له، والمباركة بقدومه؛ لكونه أعظمَ شهورِ العام، وفيه العشر الأواخر، وليلة القدر، وفيه تشرع عبادة الاعتكاف على أكمل وجوهها، ثم يتبعه العيد؛ شكرا لنعمة الله تعالى على عظيم فضله، بإتمام الشهر، ثم الست من شوال، فشتان بين رمضان، وغيره من شهور السنة.
والله ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 1441/6/27هـ