خزانة الفتاوى / الصيام / من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام أكثر شعبان

من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام أكثر شعبان

تاريخ النشر : 30 رجب 1441 هـ - الموافق 25 مارس 2020 م | المشاهدات : 2072
مشاركة هذه المادة ×
" من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام أكثر شعبان"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإنه لمن فضل الله تعالى أن يلزم العبد هديَ النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في فعله وتركه، فكما أنه صلى الله عليه وسلم لم يصح البتةَ أنه كان يعتني بصوم رجب ومحرم ونحوهما، فكانت السنة ترك صوم رجب وغيره، مما لم يثبت في فضلِ صومِهِ شيءٌ، فكذلك فعله عليه الصلاة والسلام، فقد صح أنه كان يصوم أكثر شعبان.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "وَلَمْ أَرَهُ -أي: النبي صلى الله عليه وسلم- صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا .
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، إِلا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ" .
ولأبي داود "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ".
والحديثان الآخران محمولان على صيامِ أكثرِ الشهرِ، لا كله، لوجود النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، وأنه سائغ في كلام العرب أن يقال: كله، للأكثر.
ثم تلك النصوص وغيرها صريحة في أنه يجوز صوم شعبان، ولو انتصف إلى آخره، وأن الوارد في النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان صحيح، لكنه محمول على من أراد الصوم بعد انتصاف الشهر، فإنه يكره له ذلك، وأما من صام من أول الشهر لآخره فقد أصاب السنة.
فاحرصوا وفقكم الله تعالى على تلك السنة العظيمة، سيما وقد زامنت الابتلاءَ العظيمَ الذي أصاب المسلمين، فالتصدي له، والتقرب إلى الله تعالى بما شرعه، هو السبيل الصحيح الوحيد لرفع الابتلاءات والمحن.
والله ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في الأول من شعبان، لعام واحد وأربعين وأربعمائة وألف من الهجرة
 
 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف