الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :
لا بأس في ظل ظروف كورونا في تعجيل زكاة الفطر، ولو لشهر رمضان كاملا، شرط أن يكون الشخص قد شرع في الصوم، وهو أهون من القول بتعجيلها قبل الشهر أصلا، كما هو مذهب الحنفية، فإنه من حيث الأصل لا بأس في تقديم الزكاة إن انعقد سببها، مع تأخر الشرط المكمل للوجوب (أو مايسمى بالسبب الآخر)، فإن بلغ المالُ النصابَ، ولم يتم الحول، فقد انعقد سبب الوجوب، وهو النصاب، وبقي الشرط المكمل للوجوب وهو الحول، فلا بأس إذن بتعجيل زكاة المال. وقد قام من السنة ما يدل على ذلك، فقد أخرج أبو داود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن العباس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل زكاته، قبل أن يحول الحول، مسارعة إلى الخير، فأذن له في ذلك. وهو صحيح. وهو كذلك في الصائم، فقد انعقد فيه سبب الوجوب إن شرع في صوم رمضان، وإن لم يكتمل الشرط بإتمام الشخص لصوم الشهر، والفطر منه، لكن مجرد انعقاده كافٍ لمن يريد أن يتعجل الصدقة، وأن الأصل في الشخص أنه يتم الشهر، بناء على الغالب والمستمر في سابق حاله، فيُكتَفَى بذلك، فيجوز تعجيل زكاة الفطر في مثل هذه الظروف، ولو من أول الشهر أو من خلاله، ومن باب أولى قبل العيد بيوم أو يومين، وهذا جائز أصلا مطلقا.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في التاسع عشر من شهر رمضان، لعام واحد وأربعين وأربعمائة وألف.