ما حكم صوم طول السنة؟
الحمد
لله رب العالمين
صوم
الدهر منهي عنه، وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: "لا صام من صام الأبد".
وعن
أبي قتادة أن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال:
"لا صام ولا أفطر" .
وعن
عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا عبد الله، ألم أخبر أنك تصوم النهار، وتقوم الليل؟" فقلت: بلى يا
رسول الله، قال: "فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقًا، وإن
لعينك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لزورك عليك حقًا، وإن بحسبك أن تصوم كل
شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإذن ذلك صيام الدهر كله"،
فشددت فشدد عليّ، قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة، قال: "فصم صيام نبي الله
داود عليه السلام ولا تزد عليه" قلت: وما كان صيام نبي الله داود عليه
السلام؟ قال: "نصف الدهر"،
أي صوم يوم، وفطر يوم، وكان عبد الله يقول بعد ما كَبِر: يا ليتني قبلت رخصة رسول
الله صلى الله عليه وسلم (رواه البخاري ومسلم).
وفي
بعض روايات الحديث أنه قال له عن صوم داود: "و هو أفضل الصيام"، وحين
قال عبد الله: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: "لا أفضل من ذلك".
وفي
الحديث : ( لكني أصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني )، وفي حديث
أبي الدرداء: (إن لربك عليك حقًا ولأهلك عليك حقًا، ولجسدك عليك حقًا، فصم وأفطر،
وقم ونم )، وقد اختلف أهل العلم في صوم الدهر، فذهب جماعة إلى كراهته، وذهب ابن
حزم إلى تحريمه، وهو ظاهر الأدلة، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ولم
يكن يفعله، بل نهى عنه، وأخبر أنه لا صام، ولا أفطر، وهذا دعاء عليه وتغليظ شديد،
والله تعالى أعلم.
كتبه:
د.محمد بن موسى الدالي
في
12/3/1430هـ