الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد .
فإن السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء هو الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفات واحدة، سواء كان الفعل مرةً واحدةً أو اثنتين أو ثلاثًا، كما هو الأكثر من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي البخاري عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه لما سئل عن وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم وفيه: ثم أدخل يده في الإناء فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثًا بثلاث غرفات من ماء... الحديث. وعند مسلم: قال: "فمضمض واستنشق واستنثر من ثلاث غرفات". وفي الصحيحن بلفظ: "فمضمض واستنشق من كف واحدة". وعن عن ابن عباس رضي الله عنهما في البخاري أنه توضأ صلى الله عليه وسلم، فغسل وجهه، أخذ غرفة من ماء فمضمض بها واستنشق". والأمر واسع في الجمع بينهما من غرفة واحدة، فسواء جمع المضمضمات ثلاثا، ثم الاستنشاق ثلاثا، أو جعل المضمضة والاستنشاق مرة، ثم كررهما. ولا بأس في الفصل بين المضمضة والاستنشاق، لكنه خلاف السنة، فكل ما ورد في الفصل بينهما ضعيف جدا، حتى قال ابن القيم رحمه الله: "لم يجئ الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث صحيح ألبتة". كما أن السنة أن تكون المضمضة والاستنشاق باليد اليمنى، والاستنثار-إخراج الماء من الأنف- باليد اليسرى.
والله الموفق .
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 12/11/1441هـ