"الجلوس ساعة التهجير لذكر الله تعالى!!" لا أصل له
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أِشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإنه قد شاع مؤخرا الحث على الجلوس ساعة التهجير لذكر الله تعالى!! كما أضافوا إلى ذلك ساعات أخرى، مثل بعد العصر أو بعد المغرب وما شابه ذلك!!
ولا أصل لذلك كله من الشرع، وإنما ورد في الحديث الصحيح: (وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إليه) وقد ورد الحديث بألفاظ أخرى، والمراد بالتهجير في الحديث باتفاق شراح الحديث التبكير إلى الصلاة، والمبادرة والمسارعة إليها أول وقتها.
وقد ذكر أهل اللغة أن التهجير هو السير وقت الهاجرة، وهى شدة الحر، ثم قالوا: إنه يدخل فى معناه المسارعة إلى الصلوات كلها، لكن نُصَّ على التهجير لشدته؛ فغيره من باب أولى، فيدرك بذلك الراتبة، والصف الأول وتكبيرة الإحرام.
ولم يذكر أحد من الشراح أبدا أنها ساعة يُسنُّ الجلوسُ لها لذكر الله تعالى، ولا شك أنه إن لم يثبت لذلك فضل، فهو من جملة البدع، ومن باب أولى بعد العصر أو بعد المغرب، فلم يثبت في فضل ذلك أي نصوص.
لكن لا بأس لمن أراد أن يجلس في المسجد أو في بيته في أي ساعة من ليل أو نهار ويذكر الله تعالى فيها، فهذا مندوب مطلوب من المسلم، لكن دون تقصُّد وقت معين مع اعتقاد فضله، بلا دليل.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 19/11/1442هـ