الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، وسيد المرسلين نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
جاء رجلٌ إلى الإمام مالك، فقال: يا أبا عبد الله، ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى العَرَشِ اسْتَوَى﴾ فكَيْفَ اسْتَوَى؟ فَأَطْرَقَ رَأْسَهُ مَلِيًّا وَعَلَتْهُ الرُّحَضَاءُ -العرق الكثير- ثُمَّ قَالَ: الِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهول، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ، والْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ، وَمَا أراك إلا مبتدِعًا، أو قال: ضالا، ثم أمر به أن فأخرج من المسجد!
لم اعتبر الإمام مالك رحمه الله هذا الرجل مبتدعًا ضالًا؟
لأنه سأل عن شيء أمكن الصحابةَ رضي الله عنهم السؤالُ فيه، وبينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو منتهى العلم عن الله تعالى، ومع ذلك سكتوا، ولم يسألوا، فعلم أن البحث في هذا -وقد تركه الصحابة رضي الله عنهم- بدعةٌ؛ ولما كانت البدعة جريمة وضلالا في الإسلام أمر به أن يخرج من المسجد.
اللهم علمنا .. آمين
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
1443/3/15هـ