الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
من الأمور التي يكثر السؤال عنها: زكاة الراتب الشهري للموظفين؛ وذلك أن الرواتب تأتي شهريا، وهي لا تخلو من حالين:
الأولى: ألا يحول على الراتب الحول؛ لأنه ينفقه، ولا يبقى له ما يبلغ النصاب، سواء راتب شهر أو أكثر، فهذا لا زكاة فيه.
الثانية: أن يحول على الراتب الحول، وهو بالغٌ النصاب، سواء راتب شهر واحد بلغ النصاب بمفرده، أو لم يبلغه إلا إن جمع إليه رواتب أخرى، فإن المتبادر أن يخرج زكاة كل راتب أو رواتب بلغت النصاب، وحال عليها الحول كلَّ شهر، فإذا استلم مرتَّبًا في شهر محرم، وهو بالغ النصاب، ومرَّت سنة على هذا الراتب، فإنه يخرج زكاته في محرم بعد سنة، وراتب صفر يخرج زكاته في صفر بعد سنة، وهكذا !! ولا شك أن في هذا مشقةً عليه.
ودرءًا لهذه المشقة فإنه يجعل الزكاة في شهر واحد لجميع ما في رصيده من هذه الوظيفة، كأن يكون في شهر محرم إذا نزل راتب هذا الشهر زكَّى كل ما في رصيده من هذه الوظيفة، فيكون بالنسبة لمحرم قد حال عليه الحول، وبالنسبة لما بعده زكاةً معجلةً، ولا بأس بتعجيل الزكاة على الصحيح، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 23/4/1431هـ