الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن هذه المسألة تتصور في أقسام أربعة، واحدٌ منها فقط ممنوعٌ، والباقي تسن له الجماعة:
الأول: ما تشرع له الجماعة باتفاقٍ، وهو صلاة التراويح، وبعضهم يذكر في هذا السياق صلاة الاستسقاء والكسوف، بناء على كونهما سنتين مؤكدتين، والصواب أنهما فرضا كفايةٍ، فلا يدخلان في المستحبات، ولا يصح التمثيل بهما.
الثاني: الرواتب وتحية المسجد، والصلاة يوم الجمعة حتى خروج الإمام، والصلاة بعد المغرب، وصلاة الضحى، فلا تشرع لها الجماعة، ومن فعل ذلك فهو مبتدع.
الثالث: صلاة الليل، فمن السُّنة أن تصلى جماعةً إن تيسَّر، وقد ثبت هذا في أحاديث دخول ابن عباس وحذيفة وابن مسعود وجابر وجبار رضي الله عنهم وراء النبيِّ صلى الله عليه وسلم، في صلاة الليل، وأتمَّ بهم، ولم ينكر عليهم.
الرابع: غير ما سبق، فإنه لا بأس في صلاة النافلةِ جماعةً، كما وقع هذا في حديث أنس واليتيم والعجوز، فقد صلوا وراء النبي صلى الله عليه وسلم، جماعةً، وكذلك ورد في حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه، وفيه: "فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم فكَبَّرَ، فصَفَفْنَا، فصلَّى ركعتين ثم سلَّمَ" وكان هذا بالنهار.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 7/6/1444هـ