الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، وسيد المرسلين نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
في البخاري قال صلى الله عليه وسلم: ( إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ، فَلْيُخَفِّفْ؛ فإنَّ منهمُ الضَّعِيفَ والسَّقِيمَ والكَبِيرَ، وإذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ ما شَاءَ).
تنبيه:
هذا الحديث محمول على ما لو صلى لنفسه النوافل والراتب وصلاة الليل، أما لو صلى لنفسه الفريضة، منفردًا لعذرٍ وغيره، أو صلى مع جماعة، ورضوا بالإطالة عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإن هذا خلاف الأولى، إن لم أقل ببدعية هذا العمل، فعلى كل مسلم أن يحافظ على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفريضة، فقد حافظ النبي صلى الله عليه وسلم على هديه فيها حتى لقي الله تعالى، ولم يغيره ولم يخالفه، لكن ليطول ما شاء في النوافل والرواتب وصلاة الليل، إلا راتبة الفجر، فالسنة فيها التخفيف.
فيستثنى من الإطالة في هذا الحديث: صلاة الفريضة، ولو منفردًا، ولو في جماعة ورضي الناس الإطالة، ويستثنى أيضا راتبة الفجر، فمن أطالها فقد أخطأ.
فمازال النبي صلى الله عليه وسلم يخفف راتبة الفجر، ولم يُرْوَ أن أحدًا من الصحابة رضي الله عنهم أطالها بناءً على قوله صلى الله عليه وسلم: (فليطوِّل ما يشاء)!
ومازال الصحابة رضي الله عنهم يحرصون كل الحرص على موافقة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الفريضة أيضا، بل كانوا يرقبون من يتابعه صلى الله عليه وسلم، ويحرزون صلاته، كما في قصة أنس رضي الله عنه مع عمر بن العزيز رحمه الله المشهورة، ويفعلون مثله، ولم يفهموا من الحديث أيضا أن المقصود بالإطالة في كل شيء.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 16/6/1444هـ