من لطائف الفقه أن يعلم المتعلِّم الفرقَ بين العبادة المقصودة لذاتها، والمقصودة لغيرها!
فتحيةُ المسجد المقصود منها شَغْلُ الموضع بصلاة قبل الجلوس، فيغني عنها الراتبة أو الفريضة أو صلاة مقضية، ولا ينوي غير هذه الثلاثة، دون نية تحية المسجد.
وغُسل الجمعة، المقصود منه إيقاع غسل في هذا اليوم، فإن اغتسل للجنابة أو للحيض، أجزأه عن غسل الجمعة، ولا ينوي غير الغسل الواجب.
وطواف الوداع، المقصود منه تعظيم البيت بطواف قبل القفول من النسك، فيغني عنه طواف الإفاضة، وهو طواف الركن في الحج، فمن أخَّره جعله آخر الأعمال، وطاف، ولم ينوِ إلا نية واحدة، وهي نية طواف الإفاضة، ويجزئه عن طواف الوداع.
فنيةُ المقصودِ من تلك العبادات آكد وأحوط من التشريك في النية، فينوي المقصود لذاته، وغيره، كما يفعله العامة، فيغتسل بنيتين، أو يطوف بنيتين، أو يصلي بنيتين! بل لو قيل هذا من جملة أخطاء العوام لم يكن بعيدا.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 14/12/1444هـ