خزانة الفتاوى / الصلاة / موضع الكفين في القيام في الصلاة

موضع الكفين في القيام في الصلاة

تاريخ النشر : 9 ربيع آخر 1446 هـ - الموافق 13 اكتوبر 2024 م | المشاهدات : 18
مشاركة هذه المادة ×
"موضع الكفين في القيام في الصلاة "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 فقد اختلف أهل العلم في تلك المسألة على عدة أقوال، على النحو الآتي:
الأول: وضعها على الصدر، ودليلهم: ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه عن وائل بن حُجْر رضي الله عنه، قال: صليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره. 
الثاني: مذهب الحنفية، وهو رواية في مذهب أحمد أنها توضع تحت السرة، لحديث عليٍّ رضي الله عنه قال: "إن من السُّنة في الصلاة وضعَ الأكفِّ على الأكفِّ تحتَ السرة". وهو ضعيفٌ باتفاق المحدثين، وعن عليٍّ رواية أخرى أنها توضع فوق السرة، وتحت الصدر.
الثالث: وضعهما بين السرة والصدر، وهو مذهب الشافعية، لرواية عليٍّ رضي الله عنه السالفة الذكر.
الرابع: السدل، وهو إرسال اليدين من أول الصلاة لآخرها!  وهو رواية عن مالك، والثانية يوافق فيها الشافعية، وللمالكية كلام غريب طويل في تلك المسألة!!.
والأرجح عملا هو القول الأول، وأنها توضع اليمين على الشمال على الصدر، لما صح من حديث وائل بن حُجْر رضي الله عنه.
كما أن قبض اليمين على الشمال هو الأقرب بعد الرفع من الركوع، والخلاف في المسألة معروف، وقريب، لكن لا ينبغي أن يقال لمن قبض يديه بعد الرفع من الركوع: إنه مبتدع! فإن الإمام أحمد كان يخيِّر الناسَ في ذلك، ويقول: "فمن شاء قبض، ومن شاء أسدل"، فلا يقال لما يختاره إمام أهل السنة والجماعة: إنه بدعة!! 
ومما يؤيد هذا القول: حديث: "كان النَّاسُ يؤمَرونَ أنْ يضَعَ الرَّجلُ اليدَ اليُمنى على ذراعِه اليُسرى في الصَّلاةِ" وعمومه يشمل قبل الركوع وبعد.
وعند أبي داود بسند صحيح "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَضَعُ يَدَه اليُمنى على يَدِه اليُسرى، ثمَّ يشُدُّ بينهما على صَدْرِه وهو في الصَّلاةِ"، وهذا أيضا عام، فيشمل ما قبل أو بعد الركوع.
وعند النسائي بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم -وهذا أخصُّ-: "كان إذا كان قائمًا في الصلاة" قبض يمينه على شماله. 
وعموم هذا أقوى من العموم الذي سبقه، فهذا أخصُّ، إذ الأول في الصلاة، وهذا وهو "قائم في الصلاة"، والقيام يكون قبل الركوع، وبعد الركوع.
وهذا القول أقرب، سيما إن علمتَ أنه لم يذكر البتة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسدل يديه إلى جنبيه في الصلاة!
فلو قيل: لم يثبت أيضا وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع، لم يثبت بدليل واضح صريح من فعله صلى الله عليه وسلم! 
فالجواب: نعم، لكن ثبوته بالعمومات السابقة يقدم على عدم ثبوت السَّدل نهائيا، لا قبل الركوع، ولا بعده، والأصل في القائم في الصلاة أن يقبض يديه، لا أن يسدلهما، بل لو قيل: إن السدل بعد الركوع ليس معروفا أصلا لم يكن بعيدا!.
** والسُّنة في ذلك أن يضَع المسلم كفَّ يدِه اليُمنى على ظَهرِ كفِّه اليُسرى في الصَّلاةِ والرُّسْغِ والسَّاعدِ؛ فهو المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو يقبض اليسرى باليمنى، فعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رضي الله عنه بسند صحيح قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ قَائِمًا فِي الصَّلاةِ قَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ.
تنبيه: وضع اليمين على الشمال في الصلاة، دون تحديد الموضع، على الصدر أو غيره، محل اتفاقٍ بين العلماء، وفيه خلافٌ شاذٌّ على ما أذكر، لكنه ثبت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح وغيرها، وبأكثر من صيغة.
فتلك مباحث ثلاثة في هذا الباب، احفظها: 
الأول: موضع الكفَّين، وهو الصدر على الأرجح، وليس أعلى الصدر ولا أسفله، ولا السُّرَة، ولا تحتها، وأن خلاف ذلك ضعيف في قول المحدِّثين.
الثاني: وضع اليمين على الشمال، وهو ثابت محفوظ في الصحاح، وغيرها.
الثالث: صفة القبض، وهو قبض الشمال باليمين، والرُّسْغ والسَّاعد.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 2/1/1446هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف