خزانة الفتاوى / الصلاة / تقصُّدُ صلاةِ ركعتين بعد أذان الجمعة الأول، لا أصل له.

تقصُّدُ صلاةِ ركعتين بعد أذان الجمعة الأول، لا أصل له.

تاريخ النشر : 10 شعبان 1446 هـ - الموافق 09 فبراير 2025 م | المشاهدات : 30
مشاركة هذه المادة ×
"تقصُّدُ صلاةِ ركعتين بعد أذان الجمعة الأول، لا أصل له."

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 فإن الأصل أن النداء لصلاة الجمعة كان واحدا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، حتى عهد عثمان رضي الله عنه، فزاد الأذان الأول، كما في البخاري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثاني على الزوراء، ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذن غيرُ واحد. والأظهر أن هذا الأذان إنما كان لحاجة الناس إليه، حتى يتهيأوا لصلاة الجمعة باغتسال ونحوه، وهذا يعني أنه قبل أذان الجمعة بزمن يتسع للاغتسال والسعي ونحوه، فأخطأ الناس فيه من وجهين: 
الأول: أنهم في زماننا هذا جعلوه قريبا جدا من أذان الجمعة، قد لا يزيد ما بينهما على دقائق معدودة!! وهذا لا يحقق المراد منه.
ثانيا: يُتبِعون ذلك بصلاة ركعتين، ولا أصل لهذا العمل من هدي السلف رحمهم الله، فهذا الأذان لا يوجد أصلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يُعلم المشروع له من صلاة وغيره.
ولا معنى له أيضا؛ إذ هذا الأذان ليس من الأذان الذي يراد به إعلام الناس بدخول وقت الصلاة، وتقع بعده الإقامة حتى تشرع له صلاة ركعتين! 
إنما هو إعلام فقط للاستعداد للصلاة. وعليه فالأولى ترك صلاة ركعتين في هذا المقام، وعدم المواظبة عليهما، فليس هذا من السنة في شيء، إذ نفس الأذان لم يكن موجودًا في العهد النبوي.
تنبيه: بعض الناس يرى بدعية هذا الأذان، وهذا خطأ عظيم، فإن هذا العمل منسوب إلى أحد الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم، وهو عثمان رضي الله عنه، وحاشاه رضي الله عنه أن يبتدع في دِين الله تعالى، علما أنه زاده بمحضر أعداد كبيرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان هذا مُنكرًا في الدِّين، لَمَا سكت عليه أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.كذلك الاستمرار عليه، هو أقرب إلى السنة، وليس شرطًا لاستمرار العمل أن يبقى سببُهُ، فقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم الرَّمَل لسببٍ، وقد بقي حكمُه مع زوالِ سببِه! فلو أذَّنوا الأذان الأول قبل دخول الوقت بساعة مثلا، فهو حسن، ولو تركوا الأذان فيرجى ألا بأس، مع كون الأولى الاستمرارعليه، فهو سنة أحد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، لكن كلُّ الحَرَج في تبديع فعل عثمان رضي الله عنه!
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 17/6/1446هـ
 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف