أثر تدليس الزوجة على عقد الزواج

ماهو أثر التدليس على عقد الزواج في كل من النمص ،لبس الباروكة ،مساحيق التجميل ،زرع الشعر ،قشر الوجه ،شفط الدهون

الحمد لله رب العالمين

للزوج فسخ عقد النكاح بالعيب، إذا تبين كونه خُدع، ولم يُبين له الأمر على ما ينبغي، لكن ليس كل عيب يسوغ فسخ عقد النكاح، فقد اختلف أهل العلم في العيوب المبيحة لفسخ العقد، ولعل أقرب ما قيل فيما يسوغ الفسخ من العيوب، أنه العيب الذي يمنع من كمال الاستمتاع، في كلٍّ من الزوجين، وما ذكرتَه منه ما هو طبيعي مقبول، كوضع مساحيق التجميل، فهذا أمر لا تكاد تنفك عنه النساء، وعملية شفط الدهون أمرها ميسور، وليس هذا من العيب، بل هو إزالة عيب، وكذا قشر الوجه، فهو وإن كان الأقرب منعه، إلا أنه لا يُعد عيبا يسوِّغ الفسخ، وكذلك زرع الشعر، فإنه من باب العلاج، وهو من باب إزالة العيب.

أما لبس الباروكة، فإن كانت هذه المرأة التي تلبس الباروكة ليس لها شعر على وجه معتاد، بل بها صلع مثلا، أو قرع، فإن هذا قطعا من التدليس المحرم، وكان يجب على المرأة أو أوليائها أن يخبروا الزوج، فإن ثبت كونه على هذا الوجه، فالأظهر أن القرع والصلع بالمرأة مما يسوغ الفسخ؛ إذ النفس لا تقبل هذا الأمر بسهولة، أما إذا كانت تلبس الباروكة زيادة في التجمل، وكان لها شعر على وجه معتاد في النساء، فهذا أيضا لا يسوغ الفسخ؛ إذ لا يعد هذا من العيوب المسوغة لفسخ النكاح.

والخلاصة أن الأصل في العقد اللزوم والمضي والثبوت، وأنه لا يزال لمجرد الشكوك والأوهام، فإن وجد ما يسوغ الفسخ حقيقة، وإلا فلا, والله الموفق.

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 4/8/1432