السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يا شيخ انا في فتنة عظيمة . اختلطت علي الامور فصرت لااعلم الحق من الباطل ولا الخير لي من الشر لي .وما هو حلال وحرام . فقد وقعت في شبهات مجبرة دون رضاي .

انا فتاة تخرجت من الجامعة تخصص علوم التسيير . على امل اني تخلصت من الاختلاط ومن 4 سنوات من علم لم ينفعني في شيء . فقررت ان اوجه حياتي في طريق الله ، طريق العلم الشرعي والالتزام والنقاب وغيرها .. لكني فوجئت برفض من اهلي -ابي خاصة- وكيف اضيع شهادتي وعلمي في مكوثي بالمنزل . فوقعت عقدا مع ابي في مؤسسة لمدة سنة -كي اتجنب الاختلاط- وحتى يرتاح اهلي وايضا لعل في هذه السنة ارزق بصاحب الدين والخلق -وقد دعوت الله على ذلك - لكن شاء الله ان تنقضي مدة العقد وانا على حالي . فاجبرني ابي على الالتحاق بمسابقة التوظيف والدراسة المختلفة كي اكسب منصب في الدولة لكني لحد الآن فشلت فيهم جميعا .

لقد حاولت بكل الطرق ان ابين له عدم رغبتي لمواصلة الدراسة وبضرورة مكوثي في البيت وتعلمي مت ينفعني لكنه لم يفهم .وهو متعصب جدا لرايه ويهتم بالمظتهر والاشاعات اكثر من المضمون ولا يهمه اهدافي وطموحاتي .فيحسب نفسه هو اعلم بمصالحي في المستقبل .يا شيخ هو لا يستمع لاحد -في هذا الامر خاصة - لم استطع ان اجد اي مؤثرا فيه .فهو مثقف ومتعلم . ومعجب بالنساءالعاملات المعتمدات على انفسهن بالاضافة الى انه جاف المشاعر مع اولاده وزوجته وله كل السلطة في المنزل.انا الان محتارة هل اطيعه وامكنه من حياتي والعبث بها كيف يشاء ام اعصيه واصر على اهدافي وطموحاتي وما احسبه خيرا لي ؟ ما رايكم؟

حتى انه بعد ان يئس من فشلي نسبيا طلب مني المشاركة في الباكالوريا كي اعيد الدراسة من جديد في تخصص يضمن العمل لي ويكون حسب رغبتي ..لاني انا ايضا يئست منه ومللت من محاولاتي معه.وبدا لي ان اترك حياتي له سادرس على الاقل شيئا يرضي الله عني -لكن عندنا اختلاط فقط- واعمل كي ارتاح من هذا المشكل واحاول ان ادعو الى الله في عملي .فما رايكم ؟

اعلم انكم تنصحوني بالزواج. لكن ابي يرفض ذلك بدعوى اني صغيرة. وهو يريدني ان اترسم في عمل وبعدها الزواج.مذا افعل ؟

ارجوكم انا في حاجة ماسة الى جوابكم في اسرع وقت .

واسالكم بالله ان تدعوا لي .

الحمد لله رب العالمين

 لا مانع من الجمع بين الخيرين: طاعة الوالد في مواصلة دراسة أخرى، والعمل في الدعوة والعلم الشرعي، ولا تعارض بينهما فيما نظن، فيمكنك أن تدرسي دراسة أكاديمية شرعية، تبيني لوالدك أن هذا هو التخصص المناسب لك، أو تتخصصي في دراسة أكثر نفعا للمسلمين، خاصة النساء، كدراسة تخصص علمي يتيح لك الفرصة للعمل في مدرسة أو روضة أو حضانة ونحوه، مما يمكن من خلاله تربية نشء أو نفع عدد من السيدات، مع أهمية إقناع الوالد بضرورة الزواج لك، فقد تجاوزت العشرين، وهذا سن مناسب جدا للزواج، فإن أصر إلا على عدم الالتزام وعدم التزيي بالزي الشرعي، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والله الموفق.

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 1435/8/29ه