أنا فتاة عمري
19 سنة و قد علمت أن أمي و أبي هم فقط آبائي بالتبني لكنهم لا يعلمون أني قد علمت بالأمر
فأنا أريد البحت عن والدي الحقيقيان لكني أخاف على مشاعر والدي بالتبني فمن فضلكم ماذا
أفعل
الحمد لله رب العالمين
أولا لابد من تقديم جزيل الشكر والثناء لهذين الأبوين،
على ما قدماه لك من إحسان ومعروف كبير، وهذا أمر يشكران عليه، لكن لابد أولا أن تعلمي
أنه لا يجوز الانتساب لهذا الأب، لتحريم التبني، وهذا لا ينقصه أجرَه، فقد يكون أبًا
لك بالرضاع إذا كانت الأم قد أرضعتك، فتكون هذه المرأة أمك بالرضاع، وهذا الرجل أباك
من الرضاع.
ففي الحديث عن عائشة
رضي الله عنها قالت: استأذن عليَّ أفلح أخو أبي
القعيس بعدما أنزل الحجاب، فقلت: لا آذن له حتى أستأذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم،
فإن أخاه أبا القعيس ليس هو أرضعني ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس، فدخل علي النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله، إن أفلح أخا أبي القعيس استأذن فأبيت أن
آذن له حتى أستأذنك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما منعك أن تأذني؟ عمُّك؟! قلت:
يا رسول الله، إن الرجل ليس هو أرضعني، ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس، فقال: ائذني
له؛ فإنه عمك تربت يمينك . أخرجاه، فأثبت النبيُّ صلى الله عليه وسلم عمومة بالرضاع، فثبتت
الأبوة بالرضاع، وهو محل اتفاق بين أهل العلم.
أما البحث عن الأبوين
الأصليين، فلك ذلك، مع مراعاة مشاعر هذين الأبوين المحسنين، فإن توصلت فالحمد لله،
وإن لم تتوصلي فالزمي هذين الشخصين، بشرط وجود الرضاع، وإلا فإن هذا الرجل - أعني الأب -
أجنبي عنك، لا يجوز الخلوة به، ولا تقبيله أو معانقته، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 1435/6/11ه