أنا شاب أدرس في إحدى جامعات المملكة الإسلامية, و كثير من شباب بلدي يرغبون في قبولهم للدراسة في جامعات إسلامية هنا, و لكن بعضهم لم يدرس الثانوية؛ لذلك يعمل شهادة ثانوية مزورة (و أكثر هذه الحالات أنهم لم يدرسوا في الثانوية وقت جاهليتهم, ثم بعد إسلامهم تلد عندهم رغبة للدراسة), و يعلِّلون فعلهم هذا بأن تزويرهم شيء بسيط أمام الفائدة العظيمة الحاصلة من الدراسة الشرعية و البذل في الدعوة. و قد أنهى بعض الطلبة دراستهم, و قد كان حالهم من حال هؤلاء, و هم الآن من أفضل الدعاة. و قد يوجد عند آخرين حماس في البداية و رغبة, ثم يجد نفسه غير مؤهل للدراسة و الجد. فهل يجوز تقديم أوراق هؤلاء للالتحاق بالدراسة الشرعية, وشهاداتهم مزورة؟
الحمد لله رب العالمين،
هذا العمل الذي يقومون به من الأعمال المحرمة، وهو من الغش الذي حرَّمه الشارع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من غش فليس مني) أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار).أخرجه الطبراني بسند حسن.
فلا يجوز هذا العمل، وإن كان يترتب عليه مصلحة شرعية، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وهذا الطريق المحرم لا يمكن أن يوصل إلى مقصود الله، وإلى مرضاة الله.
فنصيحتنا إلى هؤلاء أن يتركوا هذا الطريق، وأن يسلكوا الطريق الشرعي، فيدرسون الثانوية ثم يتقدمون إلى تلك الجامعات، فإن لم يتيسر فطريق الدعوة ليس حجرا على الجامعات، بل أكبر الدعاة في كثير من بلدان العالم الإسلامي ليس لديهم شهادات جامعية، ولم يكن الشيخ الألباني رحمه الله حاصلا على شهادة جامعية ، وهو رحمه الله خير من يُقتدى به، والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 2/4/1430هـ