ما حكم الاسبال بدون خيلا او تكبر؟
الحمد لله رب العالمين.
الإسبال على قسمين:
الأول: أن يكون خيلاء وتكبرا، فهذا هو الأعظم والأخطر، وفيه ورد وعيد عظيم، فعن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . أخرجه البخاري ومسلم.
فهذا كما ترى وعيد عظيم بأن يُحرم من نظر الله تعالى إليه يوم القيامة.
الثاني: أن يرخيه بغير خيلاء، فهذا قد ورد فيه وعيد أيضا، لكن أخف من الأول، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ مِنْ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ).أخرجه البخاري.
فهذا وعيده أخف، وهو أنه يعذب بهذا القدر من الساق في النار،
وعليه فمن أرخى ثوبه بغير خيلاء فهو داخل في القسم الثاني، ولا يمكن أن يقال بأن المحرم هو الإسبال خيلاء فقط، لأن النص ورد بالتفصيل المذكور، وقد ورد نص يشمل التفصيل السابق، فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِزْرَةُ الْمُسْلِمِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ وَلَا حَرَجَ أَوْ لَا جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ) أخرجه أحمد وأبو داود بسند صحيح.
ففي هذا الحديث جعل النبي صلى الله عليه وسلم الناسَ في هذا الباب ثلاثة أنواع، المؤمن: وإزاره إلى نصف الساق-جعلنا الله وإياكم منهم-والثاني: من أرخى إلى أسفل الكعبين، والثالث: من أرخى ثوبه خيلاء، وهو المحروم من نظر الله-عافانا الله وإياكم.
وأخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) قَالَ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارًا قَالَ أَبُو ذَرٍّ خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : دخل شاب على عمر فجعل الشاب يثني عليه ، قال فرآه عمر يجر إزاره، قال : فقال له : يا ابن أخي ! ارفع إزارك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك، قال : فكان عبد الله يقول : يا عجبا لعمر ! ان رأى حق الله عليه فلم يمنعه ما هو فيه أن تلكم به.
فهذا عمر رضي الله عنه ينهى عنه وهو على فراش الموت، مما يدل على عظم شأن هذا الأمر.
لذا أخي الكريم احرص ألا تكون من هذين النوعين، وقصر ثوبك، فهو أتقى لربك، وأنقى لثوبك.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 4/2/1428هـ