خزانة الفتاوى / تفسير / تفسير قوله تعالى:{إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}

تفسير قوله تعالى:{إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}

تاريخ النشر : 19 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 3596
مشاركة هذه المادة ×
"تفسير قوله تعالى:{إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

تفسير قوله تعالى:{إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}

ما تفسير قوله تعالى:{إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 4]؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

هذه الآية جاءت في سياق قوله تعالى: { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً } فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينذر الناس، فيهتدي بذلك عباد الله المتقون، ويعرض عنه من كتب عليه الشقاء، فكان يحزن حزنا شديدا على عدم إيمانهم، حرصا منه على الخير؛ فلهذا قال تعالى عنه: { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ } أي: مهلكها ، وشاقٌّ عليها { أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } أي: فلا تفعل، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات، فإن الهداية بيد الله، وقد أديت ما عليك من التبليغ ، ثم قال: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} أي: لو شئنا لأنزلنا آية تضطرهم إلى الإيمان قهرا، وتلجئهم إليه، ولكَّنا لا نفعل ذلك؛ لأنا لا نريد من أحد أن يؤمن قهرا عليه؛ كقوله تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [يونس:99]، وكقوله: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } [هود: 118 ، 119].

{ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ } أي: أعناق المكذبين { لَهَا خَاضِعِينَ } ذليلين، ولكن لا حاجة إلى ذلك، ولا مصلحة فيه، فإنه في تلك الحال يكون الإيمان غير نافع، وإنما الإيمان النافع الإيمان بالغيب والاختيار والطواعية، وليس إيمان القهر والاضطرار.

والله الموفق

كتبه: د. محمد بن موسى الدالي

في 4/6/1431هـ

 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف