كيفيةُ ردِّ السلامِ من المصلِّي
كيف يكون ردُّ السلام من المصلي ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
رد السلام في الصلاة على وجهين:
الأول: بالقول، وهو حرامٌ، ومبطلٌ للصلاة في قول
الأئمة الأربعة، قال ابن قدامة: "إذَا سَلَّمَ عَلَى الْمُصَلِّي لَمْ يَكُنْ
لَهُ رَدُّ السَّلامِ بِالْكَلامِ ، فَإِنْ فَعَلَ بَطَلَتْ صَلاتُهُ"، ولأنه
من جنس الكلام ، والكلام في الصلاة يبطلها بكل حال.
الثاني: رد السلام بالإشارة، وقد استحبه الشافعية والحنابلة، وأوجبه المالكية،
ودليل ذلك حديثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : ( قُلْت لِبِلَالٍ : كَيْفَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم يَرُدُّ عَلَيْهِمْ حِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي ؟ قَالَ:
يَقُولُ هَكَذَا، وَبَسَطَ كَفَّهُ ) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وأَبُو دَاوُد، وصححه الترمذي.
وَقَدْ رَوَى صُهَيْبٌ رضي الله عنه قَالَ: "مَرَرْتُ
بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، وَكَلَّمْتُهُ فَرَدَّ إشَارَةً
" أخرجه الترمذي أبو داود والنسائي، وحسنه الترمذي.
وعليه فمن سلَّم عليه أحدٌ، وهو يصلي، فإنه يسنُّ
أن يرد عليه السلام بالإشارة ، ببسط كفِّه، دون تحريك شفتيه.
أما ما رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أسلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في
الصلاة فيرد عليَّ، فلما رجعنا سلمت عليه فلم يرد علي، وقال: ( إن في الصلاة شغلاً
)، فالمراد به الردُّ باللفظ، كما قاله ابن حجر رحمه الله ، وهذا كان في أول
الأمر، ثم نسخ الكلام في الصلاة، كما قال زيد بن أرقم رضي الله عنه : (كنا نتكلم في
الصلاة حتى نزل قوله تعالى: { وقوموا لله قانتين }فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام).أخرجه
البخاري ومسلم.
والله الموفق
كتبه:
د.محمد بن موسى الدالي
في
3/1431هـ