المواد / فتاوى منوعة / الجمع واشتراط النية

الجمع واشتراط النية

تاريخ النشر : 20 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1710
مشاركة هذه المادة ×
"الجمع واشتراط النية"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
السؤال: هل تشترط نية الجمع عند إرادته؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن هذه المسألة من مسائل الخلاف، والراجح فيها عدم اشتراط النية لمن أراد أن يجمع بين الصلاتين، إذ لا دليل من الشرع على ذلك البتة، وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع، وصلى بأصحابه رضي الله عنهم في عرفة الظهر، ثم جمع إليه العصر، ولم يخبر أحدا منهم بذلك قبل الصلاة، ولم يكونوا يعلمون أيضا، فهي الحَجَّة الأولى معه، ولو كانت النية شرطا من الشروط لبين ذلك، ولم يهمله أو يغفله لأهميته، هذا من حيث الأثر.
كما أنه من حيث النظر لا أثر لهذه النية على الصلاة الأولى أو الثانية، فهما صلاتان مستقلتان تماما، وقد تختلفان أيضا من حيث الصفة والكَمِّ كالمغرب مع العشاء، والجمع صفة عارضة عليهما، فلم يوجب الجمع جعلهما صلاة واحدة حتى ينويه قبل الصلاة، بل عليه أن ينوي كل صلاة عند فعلها ويكفي.
ويؤيد هذا القول أنه لو قُدِّر أنه صلى الأولى، ثم عرض له عارض يوجب الجمع، كمطر شديد أو غلبة نعاس شديدة أصابته، أو مرض نزل به، فجمع الصلاة الثانية إليها صحت الصلاتان، وهو ظاهر السنة، سيما في نزول المطر، فقد ينزل بعد الانتهاء من الصلاة الأولى، ويشق أداء الصلاة الثانية في وقتها، فحينئذ يجوز الجمع، مع أنه لم ينوِ أحدٌ الجمعَ عند الصلاة الأولى، وتصح الصلاتان باتفاقٍ، 
ويؤيده أيضا حضور المتأخرين عن الصلاة من المسلمين، وقطعا وقع هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم لا يعرفون النية التي دخل بها المصلُّون، ومقتضى اشتراط النية ألا يحل لهم الجمع مع الإمام، وهو محض خطأ. فعدم اشتراط نية الجمع مطلقا هو الراجح، وليس بنا حاجة لقول بعضهم: "الاحتياط أن ينوي الجمع!!" فلا يظهر لي احتياط في ذلك بحالٍ.
وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخنا ابن عثيمين، وكذا الشيخ ابن باز رحمهم الله جميعا.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي 
في 14/4/1440هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف