خزانة الفتاوى / الصلاة / هل يمكن للمسلم الجمع أو القصر وهو مازال في وطنه؟

هل يمكن للمسلم الجمع أو القصر وهو مازال في وطنه؟

تاريخ النشر : 19 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1079
مشاركة هذه المادة ×
"هل يمكن للمسلم الجمع أو القصر وهو مازال في وطنه؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
هل يجوز لمن أراد السفر القصر والجمع بمجرد هذه النية، وهو ما زال في وطنه؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن من نوى السفر لا يجوز له -على الأرجح- الترخص برخص السفر حتى يفارق بلده، دل على ذلك السنة الصحيحة، فلم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم البتة في أسفاره أنه كان يقصر بمجرد إرادة السفر، فإن سافر وانتقل قَصرَ، عملا بقوله تعالى: ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ )، فلم يبح الله تعالى القصر إلا لمن ضرب في الأرض، والضرب في الأرض هو السفر في قول عامة المفسرين، ولقوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر)، فأباح الله الترخص لمن كان على سفر، ومن أراد السفر ليس على سفر، حتى ولو تأهَّب للسفر جدا، ومن السنة قول أنس رضي الله عنه: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين) متفق عليه، وهما صلاتان متتابعتان في يوم واحد، فلم يكن يقصر صلى الله عليه وسلم حتى يخرج، فأتمَّ وهو بالمدينة يريد السفر، ثم لما خرج عن المدينة، ووصل ذا الحليفة قصر الصلاة؛ لأنه تلبس بالسفر، وهذا القول هو قول جماهير أهل العلم، بل حكاه بعض أهل العلم إجماعا، قال ابن المنذر: "أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن للذي يريد السفر أن يقصر الصلاة إذا خرج من بيوت القرية التي يخرج منها".
تنبيه: هل يُعدُّ الخروجُ للمطار تلبُّسًا بالسفر؟
فطردًا لقاعدة مفارقة العمران، إن كان المطار متصلا بالبلد فالشخص في حكم المقيم حتى يسافر ويغادر بالطائرة، فلا يجوز له الترخص برخص السفر، أما إن كان خارج العمران تماما، فمثل هذا يقال: فارق عمران البلد، ويسن له القصر أو الجمع، وله المسح ثلاثة أيام بلياليهن.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 13/4/1440هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف