ما حكم دفع رسوم الإقامة والتأمين الطبي وتأمين السياره وغيره من الفوائد البنكية ؟
الحمد لله رب العالمين
فإن الله تعالى حرم الربا في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وجعله المُصِرَّ عليه مؤذَنا بحرب من الله ورسوله، قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{275} يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ{276}..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{278} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ{279}.البقرة.
وعن سمرة بن جندب رضى الله عنه قال قال النبى صلى الله عليه وسلم:« رأيت الليلة رجلين أتيانى ، فأخرجانى إلى أرض مقدسة ، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم ، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة ، فأقبل الرجل الذى فى النهر فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجل بحجر فى فيه فرده حيث كان ، فجعل كلما جاء ليخرج رمى فى فيه بحجر ، فيرجع كما كان ، فقلت ما هذا فقال الذى رأيته فى النهر آكل الربا » أخرجه البخاري.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال « اجتنبوا السبع الموبقات » . قالوا يا رسول الله ، وما هن قال « الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولى يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ».متفق عليه.
والنصوص في ذلك كثيرة جدا، فأكل الربا من الكبائر، وعلى المسلم أن يبعد عنه كل البعد.
كما أن الربا ليس المحرمات التي تبيحها الحاجة، بل ليس في نصوص الشريعة، ولا قواعدها ما يدل على ذلك، فهو محرم بكل حال، ومن كان به حاجة فله طرق شرعية، فإن احتاج فله أن يأخذ من الزكاة لفقره، وإن استدان له أن يأخذ لدَيْنه، وهذه الطرق -وإن شق عليه الأخذ بها- أهون من أكل الربا، حتى وإن كان يستعين بها في هذه الأمور المذكورة، فإن الحرام لا تحله مثل هذه الأمور، وإذا كان العلماء حرموا الربا في بلاد الكفار، وفي التعامل مع الكفار؛ لأن شرع الله لا يتغير، ففي الأمور المذكورة من باب أولى، أعاننا الله وإياكم، وسدَّد خطاكم، والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 2/1/1432هـ