خزانة الفتاوى / الحديث / هل هذا حديث أم لا ( الله إذا حب عبدا ابتلاه )

هل هذا حديث أم لا ( الله إذا حب عبدا ابتلاه )

تاريخ النشر : 16 جمادى أول 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 4175
مشاركة هذه المادة ×
"هل هذا حديث أم لا ( الله إذا حب عبدا ابتلاه )"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 هل هذا حديث أم لا (  الله إذا حب عبدا ابتلاه )
مع شرح حديث  ( الله إذا أحب قوم ابتلاهم )
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
 أما الحديث الأول فهو مشهور بلفظ: (إذا أحب الله عبدا ابتلاه ليسمع تضرعه)وهو حديث ضعيف جدا بهذا اللفظ، قال الألباني: ضعيف جدا، لكن الحديث صحيح دون قوله: (ليسمع تضرعه). 
وقد ورد غير هذا الحديث في معناه بإسناد صحيح عن إبراهيم بن مهدي السلمي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ )أخرجه أحمد وأبو داود، وسنده صحيح.
 وأما الحديث الآخر فهو ما رواه الترمذي وابن ماجه بإسناد حسن عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط).
والمراد بهذا الحديث أن الله تعالى من لطفه بمن يحب من عباده إذا انفرطت منه المعصية أن يكفر عنه سيئاته في الدنيا قبل الآخرة، فيبتليه الله تعالى في نفسه أو جسده أو ماله، وقد قال تعالى:  (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة، كما أنه قد يكون العبد له منزلة عند الله لا يبلغها إلا بنوع ابتلاء، فيبتليه الله تعالى في الدنيا لينالها، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 12/7/1433هـ
 
 
المادة التالية

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف