المواد / فتاوى منوعة / هل الأصل تعدد الزوجات أم الإفراد

هل الأصل تعدد الزوجات أم الإفراد

تاريخ النشر : 20 ذو الحجة 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1304
مشاركة هذه المادة ×
"هل الأصل تعدد الزوجات أم الإفراد"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

هل الأصل في الشريعه تعدد الزواج باكثر من مره واريد الدليل من القران الكريم

الحمد لله رب العالمين.

هذه المسألة من المسائل الخلافية، وقد قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله: قال الله تعالى : { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } ثم نعرف خلافا بين العلماء، هل الأصل في النكاح التعدد، أم الأصل الإفراد؟!

فالذين قالوا: الأصل التعدد، قالوا: إن الله تعالى بدأ به في هذه الآية: { مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ } وأما الإفراد فقال: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً } .

والذين قالوا: إن الأصل الإفراد قالوا: إن العدل شديد وثقيل على الكثير، ودليل ذلك قول الله تعالى: { وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ } أي أنه شديد، وإذا كان شديدا فالاقتصار على الواحدة أولى؛ لذلك قال: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} مع قوله: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} إذا مال أحدهم إلى إحدى امرأتيه بقيت الأخرى معلقة، لا أيِّماً، ولا ذات زوج، تتألم وتلاقي من الصعوبات الشيء الكثير؛ فلذلك فضلوا الاقتصار على الواحدة.

ولكن بكل حال الأحوال تختلف، والقدرات تختلف، فمن وثق من نفسه بأنه يعدل بين المرأتين أو الثلاث أو الأربع، ويعطي كل واحدة حقها؛ فإن الأصل في حقه أن يعدد.اهـ .

وممن كان يرى أن التعدد هو الأصل الشيخ عبد العزيز بن باز، فقد قال رحمه الله: "الأصل في ذلك شرعية التعدد لمن استطاع ذلك ولم يخف الجور؛ لما في ذلك من المصالح الكثيرة في عفة فرجه وعفة من يتزوجها الإحسان   إليهن وتكثير النسل الذي به تكثر الأمة وتكثر من يعبد الله وحده"أهـ.

بينما كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يميل إلى كون الواحدة أسلم، فقال رحمه الله بعد أن حكى الخلاف في هذه المسألة: "الاقتصار على الواحدة أسلم، ولكن مع ذلك إذا كان الإنسان يرى من نفسه أن الواحدة لا تكفيه ولا تعفُّه، فإننا نأمره بأن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة، حتى يحصل له الطمأنينة، وغض البصر، وراحة النفس".

وهذا هو الذي يظهر لنا، لما في التعدد -مع كونه مباحا- من وقوع في الحرج الشرعي، بعدم العدل، وعدم القدرة على النفقة في كثير من الأحيان، مع ما فيه من التشتت الأسري، وكثرة المشاكل والنزاعات، والله الموفق.

كتبه : د.محمد بن موسى الدالي

في 12/5/1430هـ

 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف